كشف قاسم جومارت توكايف رئيس مجلس الشيوخ في البرلمان الكازاخستاني في حوار مع الإعلامي السوري باسل الحاج جاسم، نُشر على موقع قناة العربية، أن رؤوساء روسيا وتركيا وإيران، تقدموا بعرض لرئيس بلاده نور سلطان نازارباييف لإجراء محادثات بشأن التسوية السورية في العاصمة أستانا، موضحا سبب اختيار عاصمة بلاده مكانا للمحادثات السورية، حيث اتجهت الأنظار نحو كازاخستان بعد وساطتها الناجحة في المصالحة الروسية التركية.
وأضاف المسؤول الكازاخستاني، أن اختيار أستانا بدا منطقيا تماما كمكان لإجراء محادثات حول التسوية السورية، فمن الواضح، أن عاصمة كازاخستان المكان الأنسب لإطلاق مثل هذه العملية المعقدة والهامة، حيث تتمتع كازاخستان بعلاقات ثقة متبادلة مع جميع الأطراف المعنية بالملف السوري.
وأكد توكايف الذي سبق وشغل منصب رئيس وزراء، ووزير خارجية بلاده، أن إنهاء الحرب في سورية وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل عام، يصب في مصلحة كازاخستان، التي تعد من أكبر دول أوراسيا، وهي جزء من العالم الإسلامي، وكذلك عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 2017-2018، وأضاف، أن رئيس كازاخستان نازارباييف يسعى لاستخدام كل فرصة لإيجاد وسيلة للخروج من هذا الوضع الصعب، الذي تمر به الجمهورية العربية السورية، والوساطة متعددة الأطراف، هي البديل الوحيد للاقتتال الدائر، وقد حاولنا في كازاخستان تهيئة جميع الظروف اللازمة لمثل هذا الحوار (حوار متعدد الاطراف) في العاصمة أستانا، وحصلت بذلك المفاوضات السورية على فرصة ثانية و دفعة جديدة.
وحول الفترة التي شغل فيها قاسم جومارت توكاييف منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ومدير عام منظمة الأمم المتحدة في جنيف، حيث كان شاهدا على بدء التفاوض في الملف السوري هناك، يقول توكايف، في ذلك الوقت قمت بتنظيم أول مؤتمر دولي حول سورية “جنيف 1” الذي عقد في 30 حزيران/ يونيو عام 2012. وأسفر الاجتماع عن بيان جنيف “مجموعة العمل بشأن سورية”، وتظل هذه الوثيقة حتى اليوم المرجعية المؤسساتية الدولية الوحيدة في الصراع السوري.
وتابع، جنيف -هي منصة حوار الأمم المتحدة بشكل كامل، وعلينا أن نبذل كل جهد ممكن لتعزيز الدور المركزي لهذه المنظمة العالمية في الشؤون الدولية، لكن أستانا تمكنت من توفير عملية غير مسبوقة من أشكال التفاوض، فقد قدمت منصتها للمشاركين وساطة دولية واسعة ومتعددة الأطراف، ولعبت كازاخستان دورا هاما في ذلك، وإنه لشرف عظيم استضافة هذا الحدث العالمي الفريد، وقد تم في أستانا اختبار الثقة السياسية بين الأطراف المتحاربة، ومن أجل تحقيق السلام في سورية نحتاج إلى استخدام كافة الميزات والجهود.
وحول ما إذا كان لدى كازاخستان وصفة أو مبادرة للحل في سورية، قال توكايف، الحقيقة الثابتة اليوم هو أنه لا توجد وصفة عند احد للحل في سورية، فهناك الكثير من التناقضات، وبالإضافة للتناقضات بين الطرفين السوريين، هناك أزمة جيوسياسية، ومشاركة غير مسبوقة في الحرب تقوم بها المنظمات الإرهابية.
ترك برس