توقع وزير وقيادي سابق في “حزب البعث” السوري فشل اجتماعات المبعوث الأممي، “ستافان دي ميستورا”، الجديدة في جنيف، ما لم يتسلح بقرار من مجلس الأمن يكون حصيلة تفاهم الدول الكبرى والإقليمية.
وقال “مروان حبش”، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: “رغم خبرة (دي ميستورا) في معالجة الأزمات الدولية إلا أنّه بدأ بالتعثّر منذ تعيينه مبعوثًا أمميًّا إلى سورية، حيث اتبع أو ابتدع أسلوبًا معاكسًا للمبعوث الأممي الذي سبقه (الأخضر الإبراهيمي)، صاحب الخبرة الكبيرة في معالجة الأزمات والمعرفة العميقة بالواقع السوري، والذي أحب هو وممثله مختار الماني سورية وشعبها”، وفق تعبيره.
وحول أسباب هذا الفشل، قال “حبش”: “لقد توضّحت معالم فشل (دي مستورا) في مبادرته الأولى التي تقتضي تجميد القتال في حلب، ورغم أن بعض مكونات المعارضة السياسية وضَّحت له شروط نجاح هذه المبادرة كي تُنقل من حلب إلى مناطق أخرى وصولًا إلى مؤتمر عام للتفاوض، إلّا أنه لم يُعرْها اهتمامًا؛ ما أدى إلى تجاهلها من غير أن يعترف بفشله”.
وحول دعوات جنيف التي وجّهها لمعارضين وممثلين للنظام وممثلي قوى دولية وإقليمية فاعلة في الأزمة والهدف منها، قال: “لقد عاد من جديد لطرح خطة قديمة- جديدة بدعوة مكونات وشخصيات معارضة للاستماع إلى آرائها، مع أنه على معرفة بتلك الآراء منذ زيارته الأولى لسورية واجتماعه بالمعارضة، وأيضًا، من اطلاعه على كل الملفات الموجود لدى مكتب المبعوث الأممي في دمشق”.
وأضاف: “كان يجب أن يكون الانطلاق في تحركه الجديد مما توصل له المبعوثان الأمميان قبله، أي الحصول على توافق دولي وإقليمي من اللاعبين في المأساة السورية، وبعد هذا التوافق عليه أن يحقق فهمًا موحدًا لبيان جنيف من الدول التي وضعته، وليس كما صرّح مرارًا بأن السوريين هم أصحاب الحق في تفسير ذلك البيان”، حسب تأكيده.
وتابع “لا شك أن المبعوث الأممي يُدرك أن أي خطة لن تلقى النجاح من غير توافقات دولية وإقليمية، وهذا ما كان قد أدركه كوفي عنان لمَّا حمل بيان جنيف واحد إلى مجلس الأمن ليأخذ قرارًا ملزمًا بتطبيقه، وتقدم باستقالته مباشرة حين فشل في الحصول على ذلك القرار، ومثل هذا التوافق كان غاية (الإبراهيمي)، واعتبر أن أهم إنجاز حققه حين جمعه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا معًا، ومن هذا المنجز استمر في مهمته مستندًا على المناخ الإيجابي الذي ساد ذلك اللقاء، وصولًا إلى مؤتمر جنيف 2، الذي فشل لأن لا الأمريكان ولا الروس كانا مهتمين بخلاص سورية وشعبها مما يعانيه”.
وكان المبعوث الأممي لسورية “ستيفان دي ميستورا” قد أعلن عن مبادرة جديدة، وأرسل دعوات لمعارضين سوريين وممثلي النظام وممثلي دول إقليمية ودولية مؤثرة بالأزمة السورية، للاجتماع بهم بجنيف خلال شهر أيار/ مايو كل على حدة، في مبادرة غامضة تستمر بين أربعة وستة أسابيع، قيل إن هدفها الاستماع إلى تصوّر كل طرف للحل السياسي وإمكانات حصول ذلك حاليًّا.
الدرر الشامية