قال نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش، إن دول الخليج كلهن شقيقات لتركيا التي لا تريد المزيد من الأزمات، مبينًا أن الشرق الأوسط هو بوابة السلام في العالم وفلسطين مفتاحه.
جاء ذلك خلال مقابلة مع الإعلامي المصري الشهير “أحمد منصور” في برنامج “بلا حدود”، الليلة الماضية على قناة الجزيرة القطرية، حول الحصار المفروض على قطر ورؤية تركيا لمستقبل الأزمة الخليجية وانعكاساتها.
وتسلّم كورتولموش رسميًا في وقت سابق اليوم الخميس منصبه الجديد كوزير للثقافة والسياحة في التشكيلة الحكومية الجديدة التي أعلن عنها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الأربعاء.
وأكّد كورتولموش أن موقف تركيا من الأزمة الخليجية واضح وهو أنها ليست أزمة حقيقية ولكنها مفتعلة، واصفا الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنه حصار ظالم هدفه معاقبة الشعب القطري.
وأوضح أن الأزمة جرى تحميلها لدولة قطر دون وجه حق، معتبرا أن حل الأزمة سهل لكن إن طال أمدها فقد يصعب وقد تغير التوازنات في المنطقة، وستضرر من هذه الأزمة دول الحصار بقدر ما تتضرر قطر.
وبحسب الجزيرة نت، وصف المسؤول التركي مطالب دول الحصار لدولة قطر بأنها غير معقولة وفيها تعد على سيادتها وهي غير قابلة للتطبيق. وأكد أن تركيا تسعى بجد لحل الأزمة الخليجية.
وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيشرح خلال زيارته السعودية والكويت وجهة نظر تركيا القائمة على أن الاتهامات الموجهة لقطر غير حقيقية، موضحا أن تركيا لا تنحاز لأي طرف في الأزمة، وأن الهدف الرئيس لزيارة أردوغان هو السلام وإبقاء أبواب الحوار مشرعة، معربا عن تفاؤله بنجاح وساطة الرئيس أردوغان.
وقال إن على الإمارات أن تسعى لحل الأزمة الخليجية عبر السلام والمصالحة، وعلى السعودية التخلي عن قائمة الـ 13 بندا وإعادة النظر فيها، وعلى قطر اتخاذ موقف إيجابي يفتح الطريق أمام مراحل التفاوض “وعندها قد تكون تركيا وسيطا أو مقربة لآراء الأطراف وعندها ستظهر خريطة للطريق”.
وعن طلب دول الحصار إغلاق القاعدة التركية في قطر، قال كورتولموش إن هذا الطلب لا يمكن قبوله، معتبرا أن أمر القاعدة التركية في قطر أمر يخص تركيا وقطر فقط ولا يحق لأي طرف ثالث أن يطلب إغلاقها.
وأوضح أن القاعدة التركية في قطر اتفق عليها في عام 2014 وهي لتأمين الخليج كله ومن أجل السلام في المنطقة وهي لا تشكل تهديدا لأحد وليست موجهة ضد السعودية أو الإمارات أو أي دولة أو استعدادا لحرب قادمة، مشيرا إلى أن أميركا ودولا أخرى لديها قواعد في المنطقة.
وأكد أن دول الخليج كلهن شقيقات لتركيا “ولا نريد المزيد من الأزمات، وإذا أردنا سلاما في العالم فإن الشرق الأوسط هو بوابته وفلسطين مفتاحه”.
وأعرب عن اعتقاده أن أميركا تسعى للسيطرة على النفط والغاز في المنطقة من خلال الأزمة الخليجية، كما قال إنها دخلت متاهة لا تعرف كيف ستخرج منها إثر دعمها لحزب العمال الكردستاني، مؤكدا أن تركيا لن تسمح إطلاقا بإنشاء دولة كردية مستقلة عن تركيا وسوريا.
وعن محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا العام الماضي، قال كورتولموش إن 15 يوليو/تموز 2016 سطر صفحة جديدة مهمة في تاريخ تركيا حيث أظهر تماسك الأتراك بمستقبلهم ووحدتهم.
وأكد أن الحكومة التركية ما زالت تشن حربا فاعلة على تنظيم فتح الله غولن الإرهابي وتعمل بتنسيق للقبض على جميع العناصر المنتسبة للتنظيم، مؤكدا أن هذا “التنظيم الإرهابي” لا يمكن أن يقوم بأي محاولة انقلابية جديدة في تركيا.
وشدد على أن الحكومة لم تطرد من الخدمة الحكومية إلا من هو منتسب فعليا لتنظيم غولن، وجرت إعادة 35 ألف شخص للعمل الحكومي من بين 110 آلاف جرى طردهم.
وقال إنه لا يحق لألمانيا انتقاد تركيا بسبب الإجراءات التي اتخذتها لحماية الدولة، لأن ألمانيا اتخذت في الماضي قرارات مشابهة حيث استغنت عن نصف مليون شخص في النظام الاشتراكي إبان الوحدة.
المحاولة الفاشلة التي شهدتها تركيا يوم 15 يوليو/تموز من العام الماضي، نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حيث حاولوا إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فضلا عن مؤسسات إعلامية رسمية وخاصة.
وقوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، وتوجهت حشود من المواطنين تجاه مقر البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة أنقرة، والمطار الدولي في إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال هذه المحاولة.
ترك برس