قال نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناك إنّ المدارس الحكومية في بلاده تستقبل خلال العام الجاري 500 ألف من اللاجئين السوريين، موضحاً أن هؤلاء الطلاب سيتلقون دروساً في اللغة التركية والتاريخ؛ بهدف تصحيح الحقائق التاريخية المحرّفة التي تلقّوها منذ عهد الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، والتي كانت مبنية على عداء الدولة العثمانية والجمهورية التركية.
جاءت تصريحات قايناك خلال كلمة ألقاها أمام الاجتماع الخامس لـ”لجنة التنسيق العليا حول اللاجئين السوريين في تركيا” الذي انعقد، اليوم الخميس، في مقر هيئة الطوارئ والكوارث الطبيعية في العاصمة أنقرة، والذي حضره لأول مرة ولاة من المدن التي تحتضن أعداداً كبيرة من اللاجئين.
وأوضح قايناك أنّ النظام السوري لا يزال إلى الأن يُظهر ولاية هطاي التركية داخل حدود سوريا في خرائطه الرسمية التي يعتمدها.
وأضاف في هذا الخصوص: “سنُدرس الطلاب السوريين اللاجئين مناهجنا، سنعطيهم دروساً في التاريخ والقيم لأن المناهج السورية كانت مبنية على أساس العداء للدولة العثمانية والتركية منذ زمن الأسد الأب؛ فالخرائط الرسمية التي يعتمدونها لا تزال تُظهر ولاية هطاي التركية داخل حدود سوريا، والأكثر دهشة من ذلك أنّ الحزام الذي تسعى منظمة “بي كا كا” وذراعها السوري “ب ي د” إنشاءه في شمال سوريا يتم نقشه في أذهان الأطفال السوريين منذ سنين، وعلينا أن نغير هذه المفاهيم”.
ولخّص قايناك ما جاء تقرير “منظمة العفو الدولية” بخصوص اللاجئين، الذي نُشر مؤخراً، قائلاً: “ملخص التقرير على الشكل التالي: اللاجئون يهربون من الحرب، والدول الغنية تتهرب من استقبالهم؛ فالدول الكبرى بمساحتها واقتصادها ومستوى دخلها وعدد سكانها تكاد تخلو من اللاجئين، بينما تحتضن الدول التي لا تمتلك هذه القدرات أعداداً كبيرة من اللاجئين؛ فأكثر من نصف اللاجئين البالغ عددهم 21 مليون، موزعين في 90 دولة من أصل 193 دولة عالمية”.
وعن الخدمات التي تقدّمها الحكومة التركية للاجئين المقيمين داخل أراضيها، صرّح قايناك بأنّ عدد اللاجئين الموزعين في 80 ولاية تركية بلغ 3 مليون، بينهم 255 ألف يقيمون في مخيمات اللجوء، مشيراً إلى أنّ كافة اللاجئين يتلقون خدمات طبية مثلهم مثل الأتراك.
وفي هذا السياق، أوضح أنّ المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية في تركيا قدمت 18 مليون كشف طبي للاجئين سوريين، وأجرت 800 ألف عملية جراحية لهم، فيما بلغ عدد الولادات بين السوريين داخل البلاد 162 ألف حالة ولادة.
وفيما يخص المساعدات التي تقدّمها الدول إلى تركيا بهدف رعاية اللاجئين، قال قايناك إنّ الاتحاد الاوروبي دفع مبلغ 171 مليون دولار، والأمم المتحدة ساهمت بـ 181 مليون دولار، إضافة إلى مبالغ أتت من قطر والكويت، مشيراً إلى أنّ مجموع ما تمّ تقديمه لتركيا وصل إلى 550 مليون دولار، وأنّ هذه المبالغ لم تدخل في الخزانة التركية بل تمّ إنفاقها على اللاجئين.
عربي 21