نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا لدوف زاخيم، مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، رأى فيه أن الشراكة الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران، ولا سيما في الشأن السوري لن تدوم طويلا، نظرا لعدم تجانس المصالح القومية للدول الثلاث، وإحجام الولايات المتحدة حتى الآن عن التدخل في سوريا.
ووصف زاخوم الذي يعمل نائبا لرئيس مركز ناشيونال إنترست العلمي، تقارب تركيا مع روسيا وتعاونها مع إيران بأنه أحد التطورات الغريبة والمثيرة للقلق في الحرب الأهلية السورية.
وأضاف أن تركيا وروسيا كانتا أعداء على مدى قرون، بغض النظر عن حكام البلدين، حيث كانت روسيا، وما تزال، تعد نفسها حارس الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية الحقيقية بعد إسقاط الأتراك للإمبراطورية البيزنطية. وكان العثمانيون يقاتلون القياصرة باستمرار، ولاسيما بسبب المحاولات الروسية للوصول إلى البحر المتوسط. وبعد انضمام تركيا لحلف الناتو لم يكن هناك قط الكثير من الود بين البلدين.
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية الإيرانية، فقد كان البلدان في حالة عداء مستمر لمدة 150 عاما، ثم تحولت العلاقات لاحقا إلى الحذر المتبادل والشك. ولم تكن بلاد فارس الشيعية تحت سيطرة العثمانيين السنة في أي وقت من الأوقات.
ووفقا لزاخيم، فإن الدول الثلاث بدأت العمل معا بشكل وثيق لاحتواء الحرب الأهلية السورية، نظرا لإدراكها للضعف الأمريكي وليس لزيادة الود المتبادل فيما بينها. وفي المقابل ما يزال من غير الواضح مدى رغبة إدارة الرئيس ترامب في التدخل في سوريا على المدى القصير أكثر منه على المدى المتوسط والطويل.
وفي مقابل الإحجام الأمريكي عن التدخل في سوريا، يشير زاخوم إلى أن روسيا لديها عقود إيجار جديدة طويلة الأجل لقواعدها في سوريا،ولدى إيران مصلحة أعمق في سوريا و مع نظام بشار الأسد أكثر مما تفعله واشنطن مع المعارضة السورية الأضعف من أي وقت مضى. ويخشى الرئيس أردوغان روسيا، أقل بكثير من خشية أسلافه العثمانيين والجمهوريين، في حين تستمر علاقاته مع الناتو والاتحاد الأوروبي في التدهور.
ويضيف أن العلاقات الروسية مع تركيا ازدادت دفئا منذ أن أسقطت طائرة تركية من طراز إف -16 طائرة هجومية روسية من طراز سوخوي إس 24 على الحدود الجوية التركية في نوفمبر / تشرين الثاني 2016. وما تزال العلاقات التركية مع إيران جيدة ، وإن كانت حذرة. وقد أسفر اتفاق أستانا الذي توصلت إليه الدول الثلاث في مايو 2017، من دون مشاركة أمريكية نشطة، عن ثلاث مناطق لخفض التصعيد في سوريا.
ولكن على الرغم من هذا التقارب يؤكد زاخيم في نهاية مقاله أن هذه الشراكة الثلاثية ستكون قصيرة الأجل، حيث إن المصالح القومية للدول الثلاث ليست متجانسة. ويعتمد الأمر كثيرا على الولايات المتحدة، فإذا ظلت واشنطن نشطة في سوريا، أو زادت من جهودها هناك، فسيقل إلى حد كبير احتمال تخلي تركيا عن الغرب لشركاء آخرين أقل بكثير. لكن إذا نفضت الولايات المتحدة يدها من سوريا، فإن العلاقة التركية الروسية-الإيرانية قد تكون بداية صداقة جميلة.
ترك برس