الدكتور سفيان عباس التكريتي
هكذا حسمت زعيمة الثورة الايرانية المباركة المجاهدة مريم رجوي عناصر النزاع مع الدكتاتورية الدينية المتخلفة والفاسدة بأن الثورة مستمرة حتى إسقاط النظام.
جاء ذلك في لقاء خاص أجرته معها قناة أورينت الفضائية وقد حددت الاطر العامة لإيران الغد من خلال تشريع دستور جديد للبلاد يجسد العمل الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة. ومنح الاقليات الثائرة حقوقها الدستورية في اقامة حكم ذاتي لا مركزي واسع ومشاركة الجميع في الحياة السياسية دون اقصاء او تهميش وعلى وفق المعايير الدولية وما اقرته المعاهدات والمواثيق الاممية.
وبناء اقتصاد متين يحقق الرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي للشعب وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وفصل الدين عن السياسة والغاء عقوبة الاعدام , وتعويض المتضررين من سياسات الطغمة الدينية الحاكمة التي دمرت الوجه الحضاري للشعب الايراني العريق واغرقته ببحور من الظلام والتخلف والفقر والحرمان.
وتأسيس منظومة قضائية مهنية ومستقلة, فالنظام الرجعي قد بدد الثروات القومية للشعب في دعمه للإرهاب العالمي والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لأربع دول عربية انفق من خلالها اكثر من خمسين مليار دولار في الوقت الذي الشعب يتضور جوعا.
وقد بينت السيدة رجوي ان كل مكونات واقليات الشعب الايراني من الفرس والبلوش والعرب والقشقايين واللور والكرد والبختياريين ومعها باقي الاديان كالمسيحيين والكليميين والزرادتشه يشكلون الان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يقود الثورة.
فأن هذه الثورة تختلف تماما عن ثورة عام 2009 التي اججتها الاجنحة المتصارعة والفاسدة داخل النظام حيث سرعان ما اخمدت خشية من اسقاط النظام الرجعي , ولكن هذه الثورة العارمة التي اجتاحت 31 محافظة و142 مدينة فجرها الشعب الجائع والمضطهد الذي يعيش تحت خط الفقر وان ثرواته القومية الهائلة قد انفقها النظام ما بين نزواته التوسعية في الدول العربية , وتحويلها الى المصارف الاجنبية في حسابات ازلام النظام ودعمه اللامحدود للإرهاب العالمي والانفاق الجنوني على ترسانته العسكرية.
كما انتقدت السيدة رجوي سياسة المهادنة التي اتبعها الغرب تجاه نظام دموي قمعي فاسد مما شجعه الى احتلال اربعة عواصم عربية واشاعة الفوضى والدمار والقتل الجماعي وتدمير المدن , وارتكاب جرائم دولية في سوريا والعراق واليمن ولبنان كل هذه الممارسات الاجرامية كانت نتيجة المهادنة والاسترضاء الفاشلة للنظام تبنتها بعض الدول الاوربية والرئيس الامريكي السابق اوباما الذي يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية التاريخية.
فالنظام ادرك نهايته في هذه الثورة التي زلزلت الارض تحت اقدامه فراح يمارس ابشع صور التعذيب والاعدامات دون محاكمات للشباب الثائر, وناشدت زعيمة الثورة الامم المتحدة والمجتمع الدولي على ضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه القمع اللاانساني الذي يتعرض له الثوار في جميع سجون النظام , واكدت رجوي ان الثورة مخطط لها استراتيجيا ولن يهدأ اوارها الا في اسقاط النظام حيث باتت الخطط التكتيكية للثورة تستنزف الجهد الاقتصادي الذي يعاني من الجمود الانهيار وعجز النظام عن معالجته؛ اضافة الى استنزافها للجهد العسكري حيث اضحى القادة العسكريين يتخبطون في اجراءاتهم وتصريحاتهم التي تنم عن الرعب والفشل في الحد من الثورة.
نعم الثورة مستمرة وأن تضحيات الثوار من الشهداء والسجناء الذين تعرضوا للتعذيب في أثناء التحقيق لها ثمن غالي سوف يدفعه النظام الفاشست قريبا, واكدت رجوي ان المصطلحين الانتفاضة والثورة حسب الثقافة السياسية للشعب الايراني كلاهما سيان كونهما تهدف الى اسقاط النظام فحسب كما اشادت بتضحيات الشعب وطلائعه التحريرية لمنظمة مجاهدي خلق عبر نضالها وجهادها الطويل في مقارعة الانظمة الدكتاتورية الاستبدادية واكتسبت خبرة واسعة وضخمة في كيفية إدارة شؤون الثورة .
منطقة المرفقات