قاومت الفلسطينية إيمان أبو شبيكة (30 عاماً) مرض سرطان الثدي قبل أن يقتلها، فحملت الشعار الزهري، وشاركت في أنشطة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان كافة، وآخرها التظاهرة البحرية التي زينتها البالونات، ومظاهر تحدي المرض.
الفعالية الترفيهية “يا بحرية” التي نظمها البرنامج في ميناء غزة البحري، وشارك فيها العشرات من مريضات السرطان، والمتعافيات، جاءت ضمن الحملة العربية الإقليمية الموحدة للتوعية عن سرطان الثدي، تحت شعار “أنتِ الحياة، افحصي وطمنينا”.
وتشير المواطنة أبو شبيكة لـ”العربي الجديد” وهي تحمل بالوناً زهرياً إلى جانب شعار الحملة إلى أنها شعرت بالمرض عام 2013، لكنها لم تكترث، وأنجبت طفلة مصابة بتسمم في الدم وأورام، وزادت حالة أبو شبيكة سوءاً خلال فترة الرضاعة، التي ترفع مستوى هرمون الأستروجين.
وتوضح أنها لم تكن تدرك مدى خطورة الحمل والولادة مع مرض سرطان الثدي، وهذا ما اكتشفته بعد تدهور صحتها، لافتة إلى أنها واجهت المرض بصلابة، وتخضع لجلسات العلاج تستمر لمدة أربع سنوات.
وتضيف “تجاوزي للمرض كان أسهل لو أجريت الفحص المبكر، لذلك أنصح كل النساء بالفحص المتواصل كل ستة أشهر للوقاية من المرض، أو علاجه في بداياته”، موضحة أن المرض لا ينهي الحياة، بل يعطي المرأة مساحة من الأمل بحياة مليئة بالتحدي.
وتتحدث المتعافية من السرطان شيماء اللوح (26 عاماً) من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة عن إصابتها عام 2006 بأورام في الغدة الدرقة، وأنها أجرت عملية، وخضعت لجلسات العلاج الكيماوي، وتعافت بعد ثلاث سنوات من المرض، مضيفة “يمكن التغلب على المرض بسهولة، من خلال الفحص والمتابعة والإصرار”.
مريضات ومتعافيات يشاركن في التوعية (عبد الحكيم أبو رياش)
بدورها، تبيّن مسؤولة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان، إيمان شنن، أن البرنامج شارك، بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات المعنية، بالتوعية عن سرطان الثدي في الوطن العربي، وبالتزامن مع الحملة العالمية في هذا المجال.
وتضيف “تهدف الحملة الإقليمية الأولى من نوعها في الوطن العربي إلى توحيد الجهود، وتوحيد الرسالة الموجهة إلى المرأة العربية لتشجيعها على وضع نفسها على سلم الأولويات وإجراء فحوصات الكشف المبكر، ويشارك في هذه الحملة عدة دول عربية”.
وتشير شنن لـ”العربي الجديد” إلى أن عدد مرضى السرطان في غزة بلغ 15 ألف مريض ومريضة، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في أكتوبر 2016 عن العامين المنصرمين، لافتة إلى خطورة تزايد أعداد المرضى، وتدني ظروف معيشتهم، والنقص الحاد في الأدوية.
وتوضح أن 130 حالة سرطان جديدة تسجل في قطاع غزة شهرياً “حسب تصريح رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء”، وأن سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعاً بين النساء، وكذلك القولون والجهاز اللمفاوي، لافتة إلى تسجيل البرنامج، منذ بداية العام الجاري، 12 حالة سرطان جديدة أسبوعياً.
وتقول شنن إن “البرنامج يقدم خدماته لنحو 3450 مريضة بالسرطان، معظمهن مصابات بسرطان الثدي”، معتبرة أن هذه الأرقام تدعو إلى القلق، مع العلم أن البرنامج لا يسجل كل الحالات في قطاع غزة، والتي يتوزع أغلبها بين سرطان الثدي عند الإناث، وسرطان الدم عند الأطفال، وسرطان الغدد اللمفاوية عند الذكور.
وتركز على النقص الحاد في أدوية السرطان في قطاع غزة، الذي يعرض المرضى لمخاطر الانتكاسات، ونقص الأدوية المساعدة، وعدم توفير جهاز العلاج الإشعاعي. وتؤكد أن تحويل المرضى لتلقي العلاج خارج غزة يواجه صعوبات، منها رفض أكثر من 45 في المائة منها لدواع أمنية، وتأخر التحويلات الطبية، ما يؤثر على حياتهم بشكل خطير.
العربي الجديد