هل التدخل الروسي في سوريا يساهم في حل المعضلة السورية أم في تعميقها وتعقيدها؟
هل يمكن أن تختصر المشكلة السورية بعنوان واحد وحيد متوحد هو القضاء على الجماعات الإرهابية الأصولية المنتمية إلى التيار العريض من الأمة المسلمة وهم أهل السنة؟
روسيا صريحة في انحيازها لراية النظام الأسدي السوري، كما يكرر بشار الأسد كثيرا، وهو أن بوابة الحل وتذكرة المرور السياسي للنقاش في بلاد الشام هو فقط محاربة الإرهاب، ومساندة النظام في ذلك.
في حلقة جديدة من مرايا يقول الزميل مشاري الذايدي “طبقا لتعريف النظام الأسدي للإرهاب فإنه لا يقتصر على تنظيم الدولة أو النصرة أو أحرار الشام وبقية الفصائل الأصولية المسلحة، بل كل من يعارض النظام، إلا المعارضة التي هو يرضى عنها.
هذا التعريف وهذه المقاربة هي نفسها الطريقة الروسية وحديث بوتين ولافروف وبوغدانوف عن المأساة السورية.
من هنا فإن فهم الروس لطبيعة المشكلة في سوريا، ونهجهم للحل فيها، بناء على هذا الفهم، هو جزء من المشكلة وليس الحل في سوريا.
مرارا وتكرارا نادى الحكماء من العرب وبقية العالم، ومنهم الجريحة فرنسا بجرائم تنظيم الدولة، أن رحيل الأسد ونظامه هو بوابة الحل الصحيح في سوريا، فهو “مغناطيس” الإرهاب والشر والجريمة، وهو المحفز والمهيج على كل النزعات المدمرة سنية وشيعية ومسيحية وعلوية ودرزية وإسماعلية..وغير ذلك.
بشار النهج، بشار الجريمة، بشار العائلة، بشار التحالفات، بشار الباطن، بشار الظاهر، هو أوكسيجين الفوضى والجريمة والخراب في سوريا.
هذا البشار وفر بيئة مثالية للتحريض والتعبئة وتسميم الجو العام في العالم كله، عبر تحوله إلى أيقونة الحقد العالمي تجاه غالبية الأمة وهم السنة.
نجح سفلة تنظيم الدولة من خلال جريمة باريس في تحويل الأنظار من مصير بشار إلى محاربة داعش فقط، حيث قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، إن اجتماع فيينا “يأخذ معنى آخر” بعد اعتداءات باريس.
وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن الاجتماع سيركز على محاربة داعش.
رغم الغضب من هذه الجريمة القذرة في باريس، لا يجوز أن يحجب بخار الغضب عيون العالم عن النظر لكارثة سوريا بصورة كاملة.
بشار الأسد هو الوجه الأول من ألم سوريا، ومعها العالم كله الآن، وتنظيم الدولة هي الوجه الثاني.
وتدخل سوريا منذ بداية المأساة السورية، قبل 4 سنوات، لم يكن إلا جزءا من المخاض العالمي الأعمى الذي مهد لولادة طفل تنظيم الدولة القبيح.
المصدر: العربية نت