تساءل مراقبون عن توقيت تفجير السيدة زينب وسط العاصمة دمشق، معتبرين أن تنظيم “داعش” خدم النظام السوري وحلفاءه في هذه العملية.
وصادف توقيت تبني “داعش” التفجير الانتحاري عشية انطلاق مباحثات جنيف، حيث تطالب المعارضة النظام بتطبيق البنود الإنسانية في القرار الدولي 2254. فإذ بالتفجير يحرف الأنظار باتجاه يخدم أجندة النظام ألا وهي محاربة الإرهاب.
وقبل أيام وبينما كانت صور المجاعة في مضايا تجتاح العالم، فإذ بـ”داعش” يتسلل إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام في دير الزور، وينفذ هجوماً انتحارياً يقتل خلاله ما يزيد عن 100 شخص جلهم من المدنيين. فأزاح الأنظار عن نتائج الحصار الذي تنفذه عناصر ميليشيات حزب الله والنظام في مضايا.
وما جرى في درعا كان المفاجأة هو الآخر، فالرهان كان كبيراً على الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر، والتي كانت تتصدى لقوات النظام. كما خاضت معارك ضارية في الشيخ مسكين أكبر مدن درعا والبوابة الشمالية لها. وإذ بفصيل يظهر فجأة تحت مسمى “حركة المثني” بايع تنظيم “داعش” ويبدأ بقتل عناصر الجبهة الجنوبية وعلى إثرها سقطت الشيخ مسكين.
أما المفارقة الأبرز فكان الهجوم الذي قام به “داعش” على مواقع النصرة في جرود عرسال اللبنانية التي تقع على الحدود مع سوريا. واللافت أن هذا الهجوم نفذه التنظيم رغم أن الإمدادات مقطوعة عنه، فحزب الله يحاصره من جهة القصير السورية والبقاع الشمالي في لبنان.
وترافق هذا الهجوم مع ترويج من قبل إعلام حزب الله بأن التنظيم اقترب من بلدة عرسال وبات يهددها.
والهدف هو إعطاء حزب الله ذريعة للسيطرة على عرسال أو ما يعرف بـ”الخاصرة الرخوة للدويلة” التي يعمل حزب الله على إنشائها على طول الحدود اللبنانية السورية.
ويضاف كل هذا إلى سجل “داعش” الحافل باستهدافه عناصر الجيش الحر في حلب ودير الزور ومواقع أخرى، دون أن يستهدف مصالح قوات النظام وحلفاءها من الميليشيات.
العربية