راسل أكاديمي بريطاني في الجامعة مع رجل “عميل روسي” مزيف للمساعدة على تقويض مصداقية وسمعة مجموعة تجمع أدلة على جرائم الحرب التي وقعت في سوريا، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأحد، وقد اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف.
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
بدا إيفان، الجاسوس الروسي المزعوم، على أنه يشارك البرفسور البريطاني بول ماك كي العديد من هواجسه الشخصية، ولاسيما رغبته في تشويه سمعة محققين تمكنوا من جمع أدلة حول جرائم حرب ارتكبت في سوريا، وقد ادعى بأنه توصل لمصادرهم المالية والاستخبارات السرية.
غرق برفسور علم الوراثة في مدينة إدنبرة الذي خصص الكثير من وقته الخاص لمتابعة نظريات هامشية تدعي أن الهجمات على المدنيين هي وهمية بهدف تشويه سمعة حكومة بشار الأسد – بشغف في مراسلاته الجديدة.
على مدى ثلاثة أشهر، ملأ البرفسور مئات الصفحات بالتوقعات، وكان من بينها توجيه الاتهامات للصحفيين والباحثين والدبلوماسيين بالعمل كقنوات لوكالات المخابرات الغربية، كما قام بكشف هوية مصدر سري وتشارك معلومات قدمتها له.
إلا أن الأكاديمي ماك كي لم يكن يراسل جاسوس روسي أو حتى رجلاً يُدعى إيفان، فحساب البريد الإلكتروني كانت تديره مجموعة من الموظفين العاملين لدى إحدى المنظمات التي كان يأمل في تقويض سمعتها، وقال هؤلاء أنهم كانوا متخفيين نتيجة مخاوف بخصوص أساليب كان كل من ماك كي وحلفاؤه جاهزين لنشرها في مسعى للدفاع عن الحكومة السورية والحليف الروسي.
كان الأكاديمي البريطاني يبحث عن معلومات حول لجنة العدالة الدولية والمساءلة التي تجمع وتحفظ وثائق الحكومة السورية المتعلقة بجرائم الحرب. وقد كان هناك نحو 500 صفحة من المراسلات الإلكترونية في الفترة الممتدة من 1 كانون الثاني حتى آذار.
تجمع لجنة العدالة الدولية والمساءلة أدلة موثقة من سوريا، بحيث يمكن تحميل مجرمي الحرب المسؤولية القانونية عن الأعمال الوحشية المرتكبة، وقد تم استخدام عملها في محاكمة هامة في ألمانيا، فقد كانت المرة الأولى التي يواجه فيها مسؤولون سوريون تهماً بالتعذيب بإشراف دولة النظام.
وعلى ما يبدو فقد أثارت اللجنة غضب البروفسور ماك كي الذي يعد تقريراً عن المجموعة إلى جانب حلفاء عقائديين، وقد كان يبحث عن معلومات يمكن أن تشوه اسم اللجنة.
كانت اللجنة مذهولة من استعداد البرفسور للتعامل مع عميل روسي مزعوم ومن المعلومات التي شاركها.
كان من بين المزاعم الأكثر ضرراً التي قدمها ماك كي أن دبلوماسي روسي في سفارة جنيف وهو السكرتير الأول سيرجي كروتسكيخ، كان يتواصل مع زملائه من الأعضاء في “مجموعة العمل حول سوريا والدعاية والإعلام” عبر أنظمة مشفرة.
كما نفى الأكاديمي أيضًا ارتكاب أي خطأ أو أمرٍ غير قانوني، فيما قال إنه كان حذراً بشأن من كان يتواصل ويتراسل معه.
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع