تقع مدينة اعزاز السورية بالقرب من الحدود السورية – التركية, حيث تبعد عن مركز مدينة حلب حوالي خمسين كيلو متراً إلى الجهة الشمالية, ويقع بالقرب منها معبر باب السلامة المتصل مع الحدود التركية, وتعتبر مجاورة لكل من منطقتي عفرين ذات الغالبية الكردية, وجبل سمعان الذي يعد جزءاً من هضبة حلب.
تتبع إداريا لمحافظة حلب, وتعتبر مركزا لمنطقة اعزاز التي تضم العديد من البلدات والقرى, ومنها: أخترين, نبل, تل رفعت, صوران, مارع..
ويبلغ عدد سكان مدينة اعزاز لآخر إحصائية قبل اندلاع أحداث الثورة السورية حوالي 75 ألف نسمة بحسب أرقام 2012 م, يعمل سكانها في الصناعة والزراعة والتجارة.
تعتبر إعزاز مدينة تاريخية، ويقول ابن الأثير في تاريخه “الكامل” إنها فتحت على الذي يعود بناؤه إلى عام 120هجرية 737 ميلادية وفي سنة 363 هجرية 974 ميلادية ضربت الزلازل المنطقة.
احتلها الصليبيون عام 548 هـجرية 1152 ميلادية وسموها “هازارات” لكن القائد صلاح الدين حررها، وأعاد ابنه الظاهر غازي بناء قلعة إعزاز التي تعد من أهم التلال الأثرية في سوريا.
تعتبر مدينة اعزاز من المدن السورية التي انتفضت باكراً ضد النظام السوري, وقد بدأت الثورة داخل المدينة بشكل سلمي, اتسم بخروج المظاهرات السلمية عقب صلاة الجمعة, ثم مالبث أن تحول إلى حركة احتجاجية كبيرة, حيث تشكل إعزاز محور اهتمام العديد من الأطراف الداخلية والإقليمية، ولذلك تعد أهم مدن ريف حلب الشمالي التي دارت بها معارك طاحنة منذ بداية الأزمة السورية، وكانت قد شهدت اشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام صيف 2012، وسيطر عليها الجيش السوري الحر يوم 19 يوليو/تموز 2012.
بعد سيطرة الجيش الحر على المدينة, بدأت مرحلة جديدة, حيث شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين لواء عاصفة الشمال التابع للجيش الحر, وتنظيم الدولة الإسلامية, وتوصل الطرفان في سبتمبر/أيلول 2013 إلى اتفاق تهدئة في إعزاز بوساطة من لواء التوحيد بقيادة الشهيد “عبدالقادر الصالح”, وانسحب التنظيم خارج المدينة بعد فترة من الزمن باتجاه شرقها.
وتعد إعزاز أول مدينة حررت من سيطرة النظام بريف حلب الشمالي، وثاني مدينة تحمل السلاح للتصدي للنظام، والمدينة الأولى الذي دخلها الجيش النظامي بعد بدء الحراك السلمي.
ولم تنقطع محاولات “قوات سوريا الديمقراطية” للسيطرة على إعزاز، حيث سعت هذه القوات -التي تشكل فيها وحدات حماية الشعب الكردية الثقل الرئيسي- في فبراير/شباط 2016 إلى اقتحام المدينة تحت غطاء ناري جوي من الطيران الروسي، فتدخلت مدفعية الجيش التركي لإيقافها.
وصرّح رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو وقتها بأن بلاده لن تسمح للوحدات الكردية بالسيطرة على إعزاز، وأشار إلى أنها “بيدق ضمن المساعي الروسية التوسعية في سوريا”.
ويعتقد مراقبون أن محاولات الوحدات الكردية التقدم باتجاه إعزاز يندرج في سياق مشروعها الهادف لإنشاء تجمع كردي إثر تشكيلها “الإدارة الذاتية” بمناطق نفوذها، وهذا ما أشار إليه الصحفي السوري فراس ديبا في حديث للجزيرة نت في فبراير/شباط 2016.
لذلك يعتبر العديد من المحللين العسكريين أن بقاء مدينة اعزاز بيد الجيش الحر, سيشكل العائق الأكبر أمام العديد من مشاريع التقسيم في الشمال السوري.
مجلة الحدث – مدن ثائرة – حازم الحلبي.
=================================