” كل شي ممكن يخطر على البال اشتغلت.. مدير مدينة جامعية .. مصلح اجتماعي.. قاضي نسوان.. مدير عصفورية بس ما خطر ع بالي أنو اشتغل مأذون” هكذا بدأ حديثه الدكتور “إبراهيم محمد جمعة” مدير المدينة الجامعية بدمشق في حديث خاص لـ جريدة “الوطن” الصادرة من دمشق بعد أن أدى مهمة أوكلت إليه من قبل العريسين ” قرأنا الفاتحة على نية التوفيق بصفتي ولي أمر العريسين!!”.
برر مدير المدينة هذا العمل الذي لاقى انتقادا واسعا من فئات المجتمع بقوله:” شكّل السكن الجامعي مجتمعا بحد ذاته… ولهذا المجتمع خصوصية تتمثل بأن جميع القاطنين في هذا السكن هم من فئة شبابية تتراوح أعمارهم بين الـ 18-28 سنة، ومن حقهم التعارف” ليضيف ” أنه يسعى لتأمين كل ما يمكن من الخدمات اللازمة لتلبية احتياجات الطلاب، وأن جامعة دمشق نموذج حي وصادق لحقيقة واقع المجتمع السوري الذي تسوده علاقة المحبة والإخاء والتعاون”.
لاقى الخبر موجة كبيرة من السخرية، فجامعة دمشق من أعرق الجامعات على مستوى العالم ليشوه سمعتها أتباع النظام؛ فعلى مر خمس السنوات الماضية تراجع مستوى التعليم فيها، كما ازدادت حالات الفساد وبيع المواد بشكل علني، “تشبيح المواد” مصطلح عرف بالفترة الأخيرة بين الطلاب، وهو شراء بعض الطلاب الأسئلة من دكتور المادة دون حضور، كثير من الحالات علمت بها الجامعة دون تدخل إدارة الجامعة للحد من هذه القصص.
“مبروك للعروسين وبالرفاء والبنين… وزاغرتي يا فاطمة … بس السؤال: الذهب والمهر على العريس ولا.. كمان تقدمة من الجامعة …على اعتبار هنن مؤمنين باللحمة الوطنية؟!”، لا يمكن انكار الظروف الصعبة التي يمر بها الشاب السوري فحالات الزواج في السنوات الأخيرة في تراجع بشكل كبير، لكن هل من مهمه مدير المدينة الجامعية أن يقوم بإجراءات الخطوبة “على أكمل وجه” على حد قوله، حيث قام بطلب العروس من ذويها، لتتم الخطوبة بحضور عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة!
” جامعة دمشق.. بتشوف فيها العجب.. ما وقفت على زواج بحضور مدير السكن” فكثير من المشاكل يعاني منها طلاب جامعة دمشق، لا يتم تسليط الضوء عليها، مثلا الواقع الخدمي للجامعة بحالة تعيسة جدا، فكثير من طلاب السكن رفعوا احتجاجات لمدير السكن حول عدم تأمين الكهرباء في ظل الانقطاع المتكرر، وأيضا النظافة وتأمين الماء للسكن الجامعي، وحتى الآن لم يلاقِ الطلاب صدىً لصوتهم، ” المدير ما عندو وقت صار مؤذون عشاق”.
السؤال هل من الممكن أن يأتي يوم ليحول النظام جامعة دمشق لصالة أفراح واحتفالات، بحجة نشر الحب والسلام بين الطلاب.. للأسف جامعة دمشق التي خرّجت آلاف المتعلمين والمثقفين والأطباء يديرها أشخاص لا يعرفون قيمتها وعراقتها.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي