“سنبني وطنا حرا فوق الركام ولن تهزم طائراتك يا بشار عزيمتنا وإصرارنا على إكمال طريق العلم والمعرفة “.
هذه الجمل نطقت بها أفواه بريئة لا تعرف الكذب إنهم تلاميذ قرية فيلون في ريف إدلب الجنوبي ، مع بداية عام دراسي جديد عادوا ليجدوا بيتهم الثاني قد دمر بشكل شبه كامل.
بعد تحرير القرية منذ أكثر من ثلاث سنوات حاولت قوات النظام التقدم باتجاهها ، وقامت باستهدافها من معسكر المسطومة القريب منها بقذائف الدبابات بالإضافة لقصفها بالبراميل المتفجرة ، وتسبب القصف بدمار كبير في بيوتها البسيطة ومئذنة جامعها بالإضافة للمدارس.
تعتبر فيلون من القرى المهمشة من ناحية الخدمات وتفتقر لوجود المراكز الطبية فيضطر سكانها للذهاب لمدينة ادلب للعلاج ، ومن الناحية التعليمية لا يوجد في القرية سوى مدرستين للتعليم الأساسي إحداهما غير صالحة للاستخدام لما حل بها من قصف ودمار.
أما المدرسة الثانية نسبة الدمار فيها تجاوزت 80% فسور المدرسة الخارجي مدمر بالكامل ، ومعظم الصفوف بدون أبواب أو شبابيك مع وجود فتحات في الأسقف أدت لتسريب مياه الأمطار داخلها ، و90% من السبورات غير صالحة للكتابة عليها ، ودورات المياه الخارجة عن الخدمة تشكل المعضلة الكبرى في المدرسة.
وتشمل المدرسة كلا المرحلتين الأساسي والإعدادي بكادر تعليمي يضم عددا من المتطوعين ، وتم افتتاح عشرة صفوف يوجد في كل صف 40 طالبا بالنسبة للمرحلة الابتدائية ، أما المرحلة الإعدادية فكان عدد التلاميذ أقل فتم دمج الصف السادس مع السابع والثامن مع التاسع.
ومعظم تلاميذ المدرسة من أهل القرية بالإضافة لأبناء النازحين المقيمين فيها عادوا لمدرستهم ليبدؤوا نشاطاتهم المدرسية ، عبد السلام مدير مدرسة فيلون يقول:” قام أحد الإداريين في المدرسة بالتبرع بمبلغ مادي لترميم وسد بعض الفتحات الموجودة في المبنى دون وجود أي دعم من قبل المنظمات أو أي جهة أخرى”.
عبدالله تلميذ في الصف الخامس يقول:” سررت كثيرا بعودتي للمدرسة ، وشعرت بالحزن عندما شاهدت مدرستي شبه مدمرة ولكن لن يمنعنا القصف من مواصلة تعليمنا لنكبر ونحقق طموحاتنا”.
لاتزال المدرسة بحالة يرثى لها مع افتقارها للبيئة التعليمية المناسبة ومع ذلك يقصدها التلاميذ كل صباح وقلوبهم الصغيرة مفعمة بالأمل متحدين من حاول أن يقهرهم ويسرق طفولتهم البريئة.
المركز الصحفي السوري – سماح خالد