الجزيرة.نت :

وتضيف الإحصائية الأممية أن عدد المدارس المدمرة والمتضررة في البلاد منذ بدء الثورة ارتفع إلى نحو 2960 مدرسة، فضلا عن مقتل العشرات من العاملين في القطاع التعليمي.
ويسعى الناشطون من تجمع “شباب سوريا” في ريف إدلب عبر الاستمرار في العملية التعليمية إلى حماية الأطفال من خطر الأمية والانحراف، وذلك بإنشاء روضات ومدارس بالتعاون مع بعض المؤسسات الداعمة في هذا المجال.
حماية من الأمية
ويرى مدير روضة “برعم الأمل” في البلدة فراس الخليل أن وظيفتهم الأساسية هي تعليم الأطفال على التأقلم على أصوات القصف دون خوف واضطراب.وفي بلدة كنصفرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 15 ألف نسمة، استثمر “التجمع” جهود متطوعين من طلاب جامعيين -تركوا الدراسة نتيجة للحرب- في تقديم دورات مجانية للطلاب في المرحلة الإعدادية والثانوية ضمن برنامج خاص، انتقلوا بعده لإنشاء رياض للأطفال.
ويضيف الخليل متحدثا للجزيرة نت عن مشروع الروضة “كنا في بداية الأمر نعمل بشكل تطوعي دون دخل مادي، ولكن بعد أن تبنى عملنا بعض المؤسسات التي يهمها أمر التعليم في سوريا، تطوّر عملنا كثيرا وأصبح الأستاذ يتقاضى راتبا شهريا”.
وقال إن “تسجيل الأطفال لم يتغير، وهو ما يزال مجانيا في الروضة، ففي هذا العام سجلنا فيها 175 طفلا وطفلة، ولم نعد نستطيع استيعاب عدد أكبر”.
بدوره يؤكد مشرف مدرسة كنصفرة مدين البكري أن تعرّض البلدة للقصف المستمر أدى إلى نزوح الأهالي إلى المزارع المحيطة بها، مما دعا إلى ضرورة وجود مدارس تلبي حاجة النازحين الذين حرموا من الدراسة ثلاث سنوات.
رواتب رمزية
ويضيف البكري للجزيرة نت “بعد تواصلي مع إحدى مؤسسات التعليم ووضعهم بالصورة، تمكنا من إنشاء مدرسة مكونة من أربعة صفوف واستطعنا استقبال 240 طالبا، علما بأن البلدة كان فيها أربع مدارس وهي غير صالحة حاليا لاستقبال الطلاب لأنها شبه مدمرة”.
من جانبه يؤكد المدرس راسم حاج إبراهيم أنهم في بداية عملهم التطوعي في التدريس كانوا يدرسون داخل الكهوف، خصوصا في الفترات التي اشتد فيها القصف الجوي على المنطقة.
ويتحدث إبراهيم عن أسباب فصله عن التدريس عندما كان يعمل في مدارس الحكومة السورية قائلا “فُصلت من التدريس لأنني شاركت في الاحتجاجات السلمية، وعملت فترة طويلة كمدرس متطوع”.
ورغم المعاناة التي يواجهها الأطفال فإنهم يظهرون إرادة قوية وقدرة على مواصلة التعلم على أمل العودة إلى مدارسهم.