أعلنت هيئة التربية والتعليم في عفرين، أمس، أنها وبالتنسيق مع الجمعية الإيزيدية ستقوم بإدراج مادة الديانة الإيزيدية للتعليم بشكل رسمي في مدارس القرى الإيزيدية في المقاطعة.
جاء ذلك خلال مراسيم دينية أقامتها الجمعية الإيزيدية بمناسبة عيد الصوم الإيزيدي، تم خلالها تخريج مجموعة من الشباب والشابات من الديانة الإيزيدية والذين تم تأهيلهم وتدريبهم لتعليم الديانة الإيزيدية في بعض مدارس قرى المقاطعة.
وقال مصطفى علي شان، المسؤول الإداري في الجمعية الإيزيدية: “كنا طلبنا في وقت سابق من هيئة التربية والتعليم في حكومة المقاطعة بأن يتم تدريس الديانة الإيزيدية للأطفال الإيزيديين في المدارس الرسمية أسوة بالديانة الإسلامية، وقد كان رد الهيئة إيجابياً.”
وأوضح أن “التعاليم لا يمكن إيجازها بفقرة أو فقرتين ولكنها تحض على النظافة والأخلاق الحميدة والصدق المؤسسة للتعايش المشترك،” مشيراً إلى أن “الديانة الإيزيدية ستدرس في حصص إضافية للتلاميذ الايزيديين فقط فهم لا يحضرون حصص الديانة الإسلامية.”
وتابع علي شان، “منهاج التدريس في عفرين بما فيها الديانة الإيزيدية تم تحضيرها بالاستعانة بمناهج إقليم شمال العراق وهي باللغة الكردية،”
ولفت إلى “تدريب 18 معلماً منذ شهر مايو/أيار من العام الجاري لتعليم الديانة الإيزيدية” مضيفاً “نحن الآن في طور إحصاء عدد التلاميذ في القرى التي يتواجد فيها الإيزيديون، ونتوقع أن تبدأ الدروس الأسبوع القادم، حيث ستدرس للتلاميذ في الصفوف الرابع والخامس والسادس.”
وأردف علي شان: “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تدريس الديانة الإيزيدية في المدارس الرسمية في روج آفا (المناطق الكردية في شمال سورية) وسورية، ففي عهد النظام السوري لم يكن مسموحاً لنا بتدريس الديانة الإيزيدية في المدارس.”
ومن جانبها، قالت آيتان شيخ عيسى نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم في حكومة المقاطعة إنهم يقومون وبالتنسيق مع الجمعية الإيزيدية بإحصاء عدد التلاميذ في القرى التي يتواجد فيها الإيزيديون.”
وأضافت: “أعطى ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية الحق لكل مكون من مكونات روج آفا الحق بتعلم لغته الأم والحرية في ممارسة طقوسه الدينية، وبناء على ذلك تم اتخاذ قرار بأن يدرس كل مكون وفقاً لعقيدته الدينية في المدارس، لذا فقد تقرر أن يتم تدريس الديانة الإيزيدية في مدارس القرى التي يتواجد فيها الإيزيديون.”
وتابعت نائبة رئيس الهيئة، “قامت هيئة التربية والتعليم بالتنسيق مع الجمعية الإيزيدية بالتحضير لإدخال مادة الديانة الإيزيدية ليتم تعليمها في المدارس في 11 قرية فيها مواطنين من المكون الإيزيدي إضافة إلى مدرستين في مركز المقاطعة أي مدينة عفرين.”
و”الايزيديون” هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سورية، إيران، جورجيا، أرمينيا.
وبحسب باحثين تاريخيين، فإن الديانة الايزيدية تعد من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية.
ومنطقة عفرين، ذات الغالبية الكردية، تتبع إدارياً محافظة حلب ومركزها مدينة عفرين، وارتفع عدد سكانها من حوالي 350 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في مارس/آذار 2011، الى أكثر من مليون نسمة بحسب ناشطين سوريين، بعدما توجه نازحون من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها كونها لا تتعرض عادة لقصف من قوات النظام السوري.