توالت التصريحات الأمريكية حول محافظة إدلب. في أولها لفت المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، إلى إدلب، وتجاوز حدوده بربط تنظيم القاعدة في المحافظة بتركيا. وهذا ما استدعى ردًّا شديد اللهجة من أنقرة.
وفي أعقاب ذلك، ألمح مبعوث ترامب الخاص إلى سوريا مايكل ريتني إلى أن بلاده ستجري عملية عسكرية في حال سيطرة التنظيمات المرتبطة بالقاعدة- النصرة على إدلب.
ما أهمية إدلب؟
تصريحات المسؤولين الأمريكيين العاملين في سوريا بخصوص إدلب ليست مفاجئة.
منذ البداية يسعى المخطط الأمريكي إلى تشكيل حزام يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي، على طول الحدود مع تركيا، ومن ثم إيصال الحزام حتى المتوسط.
أفشلت تركيا المرحلة الأولى من هذا المخطط عبر عملية درع الفرات. فالجيش التركي حرر خط اعزاز- جرابلس، وحال دون توحيد منطقتي عفرين وعين العرب، اللتين يسيطر عليهما حزب الاتحاد الديمقراطي.
اضطرت الولايات المتحدة للجوء إلى الخطة “ب”، حيث توجهت إلى تشكيل حزام جديد جنوب خط اعزاز- جرابلس، لتوحيد عفرين مع بقية المناطق التي يحتلها حزب الاتحاد الديمقراطي.
وهذا المسار البديل أبرز أهمية إدلب. فالولايات المتحدة تريد منح شمال إدلب إلى حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل ربط عفرين بعين العرب من جنوب اعزاز- جرابلس والباب.
ضوء أخضر لحزب الاتحاد الديمقراطي من أجل عملية إدلب
تلمح الولايات المتحدة، بذريعة عناصر تنظيم القاعدة في إدلب، إلى تدخل عسكري في المنطقة. وكما حدث في الرقة، في حال تنفيذ عملية أمريكية في إدلب من الواضح منذ الآن أن حزب الاتحاد الديمقراطي سيكون القوة المسلحة للعمل الميداني.
وعليه، لن يكون من العبث توقع هجوم قريب من جانب عناصر القاعدة في إدلب، حتى تتيسر الذريعة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل إدخال حزب الاتحاد الديمقراطي إليها.
الذريعة الأمريكية في الرقة
بذريعة تطهير الرقة من داعش أدخلت الولايات المتحدة تنظيمًا إرهابيًّا إليها وهو حزب الاتحاد الديمقراطي. وبهذه الحجة قدمت 900 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر للحزب. عملية الرقة مستمرة منذ 6 يونيو/ حزيران ورغم ذلك لم يحدث أي تقدم، بينما كان من المنتظر السيطرة على الرقة خلال مدة قصيرة بفضل الأسلحة الأمريكية الثقيلة.
من هنا يتضح أن الولايات المتحدة سلّحت حزب الاتحاد الديمقراطي بذريعة الرقة، وهي تخطط لعملية عسكرية واسعة ضد إدلب في المرحلة التالية.
القاعدة تعمل بتوجيه أمريكي
تهدف التصريحات الأمريكية بخصوص إدلب والقاعدة إلى ربط التنظيم بتركيا. مع أنه من المعروف أن عناصر القاعدة يتعاونون مع الولايات المتحدة.
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قام عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة بقصف مستشفى ميداني روسي، خلال فترة وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن الولايات المتحدة أعطت إحداثيات المستشفى للقاعدة. حديث الإعلام الروسي وكبار مسؤولي وزارة الدفاع الروسية عن العلاقة بين الولايات المتحدة والقاعدة يشير إلى الجهة التي تستخدم التنظيمات في المنطقة.
طه داغلي – موقع خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس