لم يعد بمقدور السوريين شراء الألبسة الجديدة من الأسواق فالأزمة المادية التي أصبحت تلازم المواطن السوري منذ أكثر من 4 أعوام أثقلت كاهل الأفراد فأصبح المواطنون يبحثون عن بدائل علهم يمضون أيامهم بدون اللجوء للاستقراض.
بدأ تجار الألبسة يبحثون عن بدائل للمواطنين تخفف من حدة ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة و التي أصبحت ذات أسعار لا تتناسب مع مدخول المواطنين الضعيف فأخذت محلات الألبسة المستعملة تزداد رواجاً في جميع المدن السورية و أصبح المواطنون يذهبون لشراء بضائعهم منها.
أحمد شاب من إدلب يقول: “تجاوز سعر البنطال ثلاثة آلاف ليرة سورية ولم يعد بمقدوري شراء الألبسة بهذه الأسعار بالإضافة لجشع التجار و تحكمهم بأسعار السوق و عدم مراعاتهم لأوضاع المواطنين الصعبة و تخفيضهم لأسعار الألبسة بما يتناسب مع الدخل”.
لم يكن للتجار وحدهم الدور في زيادة معاناة المواطنين، وارتفاع العُملات الأجنبية تتحكم بأسعار الحاجيات الأساسية في الأسواق ازدادت أسعار البضائع المستوردة و من جملتها الألبسة الجديدة و قطع القماش مع العلم أن راتب الموظف السوري صاحب الفئة الأولى لا يتجاوز 100 $ أي أنه غير قادر على تلبية احتياجات العائلة المكونة من أكثر من أربعة أفراد.
أم خالد مواطنة من ريف حلب تقول: “لم يعد باستطاعتي شراء الألبسة الجديدة لأبنائي الثلاثة، فأصبحت أبتاع كل الألبسة من محال الألبسة الأوروبية المستعملة و هذا وفر علي الكثير من الأموال فسعر البنطال الجيد لايتجاوز 1000 ليرة”.
في بادئ الأمر لم يكن هناك الكثير من محلات الألبسة المستعملة مما جعل أصحابها يتحكمون بأسعار البضائع إلا أن هذه المحلات أخذت تزداد شيئاً فشيئاً لتصبح بضائعها تنافس البضائع الجديدة وأسعارها تتناسب مع جميع شرائح المجتمع غير أنها أصبحت تفتح في الأحياء الشعبية البعيدة عن الأسواق و القريبة من منازل المدنيين.
خالد أحد أصحاب محلات البالة يقول: “اشتري البضائع و أبيعها بأرباح بسيطة و ألاقي إقبالا جيدا في المدينة فضلاً عن الأنواع التي احضرها للزبائن ذات جودة جيدة مما زاد عدد الزبائن التي تأتي لشراء البضائع من محلي”.
بدائل كثيرة أوجدها السوريون خففت الكثير من مآسيهم وأنزلت عن عاتقهم الكثير من الأحمال إلا أن الحرب لا تزال تعصف بهم ليبقى السؤال هل سيشهد العام الجديد تحرك دولي من شأنه إنهاء الأزمة و إعادة الحياة للسوريين كما كانت عليها قبل الحرب؟.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري