النقمة العارمة على الطبقة السياسية في لبنان لم توفّر رئيس الجمهورية ميشال عون الذي طالبته قناة MTV المعروفة بتوجّهاتها المسيحية بالاستقالة، ونزعت عنه لقب الرئيس، متهمة إياه بأنه “يتحمّل المسؤولية الأولى في البلاد”، وبأن “الدويلة باتت أقوى من الدولة في عهده”.
وتأتي هذه المطالبة تعبيراً عن جو مسيحي بدأ يكبر عن خيبة أمل من “العهد القوي” بعد مرور 3 سنوات على ولاية عون، وتتكامل مع أجواء مشحونة لدى شرائح واسعة من المجتمع اللبناني نزعت ثقتها عن الدولة اللبنانية بشكل عام وعن رئيسي الجمهورية والحكومة بشكل خاص.
ومما جاء في مقدمة نشرة أخبار محطة MTV “السيد ميشال عون، واسمح لنا أن نخاطبك من الآن فصاعداً من دون لقب فخامة الرئيس. فالفخامة لا تتناسب وبؤس شعبك ووجعه، كما لا تتناسب وخراب عاصمتنا أمام أعيننا. إن ما شهدناه أمس وما نشهده اليوم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية، وما بعد الرابع من آب 2020 لن يكون أبداً كما قبله. ونحن مقتنعون بأن الظروف المأسوية التي نعيشها جميعاً تفرض علينا التخلي عن الشكليات، وأن نتحدث معك من دون قفازات، وهذا ما سنفعله. فالكلام غير المباشر لم يعد يجدي، والمواربة لم تعد تنفع. لقد أكدت اليوم في بدء جلسة مجلس الوزراء أنك مصمم على السير في التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل بأسرع وقت ممكن، وأنك تريد محاسبة المسؤولين والمقصرين وإنزال أقصى العقوبات بهم. الغريب في الأمر أنك تتحدث عن الموضوع بصيغة الغائب المجهول. أفلا تدري أنك المسؤول الأول في البلاد، وبما أنك كذلك فأنت تتحمل المسؤولية الأولى عما حصل؟ وألا تدري أن تهمة التقصير تطالك قبل سواك، وأن من سقط أمس في بيروت هو نتيجة سقوط مفهوم الدولة في كل لبنان في عهدك؟ لذلك نقول لك يا سيد عون: إستقل فورا. فالكبار الكبار ليس الذين يعرفون كيف يصلون إلى المراكز العليا فحسب، بل الذين يعرفون أيضاً كيف ينسحبون من الحياة العامة والمسؤولية عندما يخطئون أو يقصّرون”.
وأضافت المحطة “سيّد عون، لقد تفاءلنا كثيراً عند وصولك إلى سدة الرئاسة. لقد اعتقدنا عن خطأ أن حكمك سيكرّس حقاً مفهوم التغيير والإصلاح، وأن عهدك سيكون حتماً العهد القوي. لكننا نعترف أمام الوطن والناس أننا أخطأنا كثيراً بتفاؤلنا، وأننا كنا ساذجين باعتقادنا.أنت لم تحقق، وبعد انقضاء ثلثي عهدك، أمراً واحداً مما وعدت به. الدويلة في عهدك صارت أقوى من الدولة، بل صارت هي الدولة، الزبائنية تحكمت، الفساد استشرى، والمؤسسات انهارت، الليرة اللبنانية اصبحت نكتة على الألسن، والناس “افتقرت” وجاعت. وأسوأ من هذا كله ما حصل امس. فالذين لم يموتوا ببطء من الفقر والجوع والقهر، ماتوا بسرعة قياسية من الزلزال الهائل الذي ضرب قلب لبنان. والانكى أن مجلس الوزراء وبرئاستك، غسل يديك ويديه من النكبة وقرر في خطوة مسرحية مضحكة مبكية، أن يضع في الإقامة الجبرية من أدار التخزين والحراسة في ملف المواد المتفجرة منذ العام 2014. أفلا يعني هذا انكم تريدون التضحية بصغار المسؤولين لتبقوا في مراكزكم أيها “الكبار”؟.
أكدت أن “الدويلة في عهده باتت أقوى من الدولة”.. والتيار الوطني الحر يرفض التضليل
ورداً على المحطة، رأت اللجنة المركزية لـ”التيار الوطني الحر” في بيان أن “بعض وسائل الإعلام وعلى رأسها الـMTV بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين والسياسيين المعروفي التاريخ والهوى ومصدر الرزق، يجدون في كل حدث، مناسبة للتطاول على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولاتهامه بكل الفظائع التي تحصل. ومع أن الوقت هو لوقفة إنسانية وطنية جامعة، الا أن حفلة الظلم وقلة الأخلاق وقلة الضمير بعناوين براقة كحرية التعبير لم تعد مقبولة ولم يعد ينفع معها السكوت. لذلك نعلن أن كرامتنا هي من كرامة فخامة الرئيس وهي فوق أجنداتهم السياسية الخبيثة، ووطنيتنا المولودة من رحم وطنيته أنصع من كذبهم المتمادي ولا تقبل بهذا الكذب والتزوير، وعملنا الذي بنيناه على مبادئه وإصراره يدل علينا فيما هم لا يقومون بأي شيء الا الشهادة للباطل”.
أضافت: “هم شهود زور وأصحاب مصالح ضيقة، لذلك ندعو الجميع إلى الوقوف إلى جانب الحق ولو بكلمة، وإلى جانب من يعمل للانقاذ وليس من يريد تدمير كل شيء في محاولة لتدمير تاريخ وفكر ونهج وشخص، وليست مهمة الألقاب فإسم ميشال عون وحده يكفي”.
وختم البيان “أن مثل هذا الكلام يرتّب على أصحابه مسؤوليات قانونية وأخلاقية، وكما وقفنا سابقاً مع المحطة في وجه الظلم وقمع الحريات، نقف اليوم أيضاً في وجه الظلم الذي تمارسه المحطة إياها هذه المرة مع الكثير من الافتراء وتضليل الرأي العام لمصالح مشبوهة ومكشوفة”.
نقلا عن القدس العربي