آلاف المعتقلين يعانون في سجون نظام الأسد من جميع أشكال التعذيب بينما يعاني ذويهم الأمرّين في سبيل إخراجهم من المعتقل أو معرفة أي خبر عنهم ويدفعون لذلك الغالي والنفيس .
واستغلالاً لاستعداد أهالي المعتقلين لفعل أي شيء لإنقاذ أبنائهم، يقوم هؤلاء المحتالون “السماسرة ” بابتزازهم وسلبهم مبالغ مالية ضخمة مقابل مجرد خبر بسيط عن أبنائهم قد يكون صحيحاً أو خاطئا.
وبعد مضي خمس سنوات على الثورة السورية ازداد عدد هؤلاء المحتالين وتطورت وتنوعت أساليبهم، حيث أن عمليات الابتزاز هذه غالباً ما تتم من قبل محامين وضباط ومدنيين ومنهم نساء يدّعون معرفتهم بمكان وجود المعتقل وقدرتهم على إطلاق سراحه مقابل مبالغ مالية ضخمة يأخذونها من ذوي المعتقل حتى وصل الأمر لإنشاء مكاتب سراً في بعض المحافظات .
وقد حدثتنا أم أحد المعتقلين التي تدعى “أم أحمد” من ريف ادلب الجنوبي التي لا تعرف مصير ولدها منذ سنتين بأنها راجعت أحد هؤلاء الأشخاص وهي امرأة، وقامت بطلب مبلغ 200 ألف ليرة مقابل معرفة مكان اعتقال ولدها أو أي خبر عنه إلا أنها كانت قد أخبرتها بأنها لا تستطيع تأمين زيارة لها لكونها فقط من محافظة ادلب .
علما أنه في بعض الأحيان ربما يكون المعتقل متوفى أصلا وهؤلاء السماسرة يأخذون من ذوي المعتقل المال ويقدمون لهم أخبار كاذبة وحجج بأنهم لا يسمحون بالزيارات .
كذلك إن أكثر هؤلاء يقومون بابتزاز أهالي المعتقلين بحجة وجود علاقات مع ضباط وأشخاص يمكنهم إخراج معتقلين من السجون مقابل المال .
ويضيف لنا المحامي محمد الأحمد : “المحامي ممنوع من مراجعة الأفرع الأمنية ولو استطاع لن تعطيهم هذه الأفرع أخبارا عن معتقلين لديهم، وإلا لكنت أنا عرفت مكان ولدي أحمد المعتقل من أكثر من سنتين” .
وما هذه إلا حالات نادرة أو أكاذيب تعتمد على التخمين والغش أو حالات ابتزاز عندما يخبر أحد هؤلاء السماسرة بأن المعتقل فلان موجود بالمكان الفلاني .
ومع كل العقبات والظروف الصعبة التي يواجهها المعتقلون وذويهم تغيب الجهود الدولية بالضغط على النظام لإخراج المعتقلين ليبقى ملف المعتقلين وجعا مزمنا يضاف إلى أوجاع السوريين ويفتك بأبنائهم .
المركز الصحفي السوري ـ صلاح حاج احمد