غامر مسؤولان أمريكيان في الصيف الماضي بالدخول إلى سوريا لعقد اجتماع سريّ شديد الخطورة للقاء مسؤولين سوريين من أجل مناقشة مصير الرهائن الأمريكيين الذين يعتقد أنّهم محتجزون في سوريا بما فيهم “الصحفي الذي قبض عليه منذ 8 سنوات “أوستن تايس وفق تقرير نشرته “أسوشيتد برس” أوّل أمس الخميس 8 نيسان/أبريل وترجمه المركز الصحفي السوري عنها بتصرّف.
فقدت غالبية أسرتها ولا تعرف مصير عقاراتها… تعرف على قصة عائشة
لم تكن رحلة المسؤولين الأمريكيين مثمرة، إذ أنّ السوريين طالبوا بسلسلة من المطالب التي من شأنها أن تعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه دمشق بشكل أساسي بما في ذلك رفع العقوبات وانسحاب القوّات الأمريكية من سوريا وإعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، على الرغم من أنّهم لم يقدّموا معلومات مفيدة عن مكان ومصير تايس والآخرين.
أضاف التقرير أنّ وكالة أسوشيتد برس علمت أيضاً عن محاولات الولايات المتحدة لبناء نوايا حسنة مع سوريا قبل وقت طويل من إجراء المحادثات، حيث وصف باتيل كيف قدم حليف غير معروف للولايات المتحدة في المنطقة المساعدة في علاج السرطان لزوجة رأس النظام السوري “أسماء” وسلّطت التفاصيل الضوء على الجهود الحساسة والسرية في كثير من الأحيان لتحرير الرهائن المحتجزين من قبل خصوم الولايات المتحدة في المنطقة، وهي عملية أسفرت عن نجاحات رفيعة المستوى للرئيس السابق دونالد ترامب ولكن أيضاً في طريق مسدود.
من غير الواضح مدى قوة إدارة بايدن الجديدة في دفع الجهود لتحرير تايس والأمريكيين الآخرين المحتجزين ولا سيما عندما تتعارض المطالب على طاولة المفاوضات مع أهداف السياسة الخارجية الأوسع للبيت الأبيض.
مثّل اجتماع آب/أغسطس في العاصمة دمشق أعلى مستوى محادثات منذ سنوات بين الولايات المتحدة وحكومة الأسد، وكان الأمر غير عادي بالنظر إلى العلاقة العدائية بين البلدين ولأن حكومة النظام السوري لم تعترف باحتجاز تايس أو معرفة أي شيء عن مكان وجوده على الإطلاق.
تعهدت إدارة بايدن بجعل استعادة الرهائن أولوية لكنها دعت أيضاً لمحاسبة حكومة النظام بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ويبدو من غير المرجح أن تكون أكثر تقبلاً للشروط التي أصدرتها دمشق الصيف الماضي لمواصلة الحوار.
قال الضابط السابق في القوات الخاصة بالجيش والذي حضر الاجتماع مع باتيل بصفته المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن في عهد ترامب والذي احتفظ به بايدن في منصبه “روجر كارستينز”: أظن أنه على قيد الحياة وينتظرني أن أحضره, وأضاف “وظيفتي هي استعادة أوستن تايس”.
زار أعضاء الوفد الأمريكي دمشق ومكتب رئيس المخابرات السورية “علي مملوك” ومكاتب مسؤولين آخرين في حكومة الأسد وطلبوا معلومات عن الصحفي “تايس” وكذلك طلبوا معلومات عن الطبيب النفسي من ولاية فرجينيا الذي اختفى عام 2017 “مجد كمالماز” وعدّة أشخاص آخرين إلاّ أنّهم لم يقدموا معلومات ذات مغزى عنهم.
يذكر أنّ المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” وصف إعادة الرهائن بأنّها من أولويات بايدن وحثّ حكومة النظام على إطلاق سراح تايس وكمالماز والآخرين، لكن احتمالات المحادثات غير مؤكدة ولا سيما بدون التزام أكبر من دمشق بمشاركة أي معلومات قد تكون لديها بشأن الرهائن.
لم يذكر بايدن سوريا كثيراً رغم أنه أدرجها ضمن المشاكل الدولية التي يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة معالجتها، وأذن في شباط/فبراير بشنّ غارات جوية ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا.
ومن جهته قال وزير الخارجية “أنتوني بلينكين” الذي تحدث مع والدي تايس الأسبوع الماضي أنّ الوضع الإنساني في سوريا خطير ويزداد سوءاً.
الجدير ذكره أنّ محادثات الرهائن تمثّل تحدياً كبيراً وخاصّة أنّ المفاوضين يواجهون مطالب قد تبدو غير معقولة وتتعارض مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة وقد لا ينتج عنها ايّ شيء.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع