تشهد ميونيخ استعدادات لبدء اجتماعات مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي ستنطلق الخميس بمشاركة 17 دولة وثلاث منظمات، بينما تضاربت أنباء بشأن احتمال تقديم روسيا مقترحا لوقف إطلاق النار بسوريا.
وبينما تستعد ميونيخ لعقد هذه الاجتماعات، تقول أوساط مقربة من الاجتماع إن المحادثات ستجري وفق صيغة فيينا التي شهدت جولات عدة بحثا عن حل للأزمة، وتضم المجموعة كلا من الأمم المتحدةوجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عدة دول عربية والدول الخمس الدائمة العضوية فيمجلس الأمن وإيطاليا وألمانيا وإيران وتركيا.
وعشية الاجتماع، قال وزير الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير إنه لا يتصور أن يكون الأسد الذي قتل 300 ألف من مواطنيه وهجر أكثر من 12 مليونا الشخص المناسب للاحتفاظ بتماسك الدولة.
واعتبر شتاينماير أن روسيا تعلم أيضا أنه لا يمكن التوصل إلى حل في سوريا عبر القصف، وأنموسكو تعلم الآن أن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية تصب في مصلحتها.
وقبل توجهه إلى ميونيخ، قال مبعوث الولايات المتحدة للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية بريت مكجيرك في جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي إن “ما تفعله روسيا (في سوريا) هو تمكين داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بشكل مباشر”.
وأضاف أن واشنطن ملتزمة بالعمل للتوصل لوقف لإطلاق النار، لكنها تحتاج لدراسة الخيارات في حالة فشل المساعي الدبلوماسية، ولم يستبعد أن تسقط بلاده مساعدات من الجو للمساهمة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في سوريا.
في المقابل، لم يستبعد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية، لكنه قال للصحفيين إن “اتفاقا بشأن ذلك يحتاج مفاوضات، أما وقف إطلاق النار مع الإرهابيين وداعش فلن يحدث بمفاوضات”.تعنت روسي
في الوقت نفسه، نقلت رويترز عن مسؤول غربي قوله إن روسيا قدمت اقتراحا لبدء وقف إطلاق النار في سوريا مطلع مارس/آذار، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها بواعث قلق تجاه بعض عناصر الاقتراح.
كما حذر تشوركين من مغبة “إرسال قوات عربية لقتال النظام السوري على أراضيه”، في إشارة لإعلان السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة.
وقال “لن نعتذر عما نقوم به في سوريا”، معتبرا أن وجود قوات بلاده هناك شرعي وبناء على دعوة من “الحكومة السورية”، وذلك على نقيض التحالف الدولي، حسب رأيه.
وفي الأثناء، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفيا مع نظيره الأميركي جون كيري محادثات ميونيخ، حيث اتفقا على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، حسب بيان للخارجية الروسية.
وجاء ذلك بعد ساعات من ترجيح لافروف -في تصريحات صحفية- لجوء بعض الدول المعنية للرهان على الحل العسكري إن فشلت المفاوضات، “انطلاقا من كرهها لشخصية الرئيس بشار الأسد”، لكنه استبعد قيام تركيا بذلك.
في المقابل، جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التأكيد على استعداد بلاده للمشاركة في أي حملة برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، معتبرا أن محادثات جنيف فشلت بسبب “تعنت وفد النظام وروسيا”، كما شدد على أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا.
تشكك فرنسي
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن “هناك في آن واحد وحشية مخيفة لنظام بشار الأسد، وهناك كذلك -وسأسمي المسؤولين بأسمائهم- تواطؤ من طرف إيران وروسيا”.
كما شكك فابيوس في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية، وقال إن سياستها “الغامضة” تساهم في المشكلة، وأضاف “هناك أقوال لكن الأفعال تختلف، ومن الواضح أن الإيرانيين والروس يستشعرون ذلك”.
من جانبه، طلب منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب من القوى الغربية إجبار روسيا على وقف قصف المدنيين، كما أبدى ترحيبا بالتدخل البري السعودي المحتمل.
أما المتحدث باسم الهيئة العليا سالم المسلط فقال إن حصول المعارضة على الصواريخ المضادة للطائرات سيساهم في مواجهة الطائرات التي تهاجم المدنيين بما فيها الروسية.
المصدر : الجزيرة + وكالات