صحيفة اليوم السعودية
إن النظام العالمي الجديد، أفرز ضمن منتجاته التي أسقطتْ مصداقية مجلس الأمن، بعدما حولته إلى حلبة مناورات بالفيتو بين الولايات المتحدة وروسيا التي تحاول استرداد قيصريتها، واستخدامه كأداة ضغط، صيغة جديدة للتعامل مع قضايا المجتمع الدولي، تمثلتْ في استثمار قوى الأمر الواقع كأوراق لعب، وأوضحت أن ذلك اتضح من خلال التعامل الذي بلغ في بعض الأوقات مرتبة الدلال مع إيران وملفها النووي، كما تجلى في سياق الصمت عن غزو “حزب الله” اللبناني الأراضي السورية، واستبداد الحوثيين في اليمن وفرض إرادتهم بما يشبه الوصاية على قراره السيادي، أيضا اتضح هذا التوجه من خلال صيغة التعامل مع الانفصاليين في بعض أقاليم أوكرانيا، وتساءلت الصحيفة: ما الذي يدفع هذه القوى للتعامل سراً أو علناً مع قوى الأمر الواقع؟ ثم متى كانت هذه القوى العظمى تنتهج هذه السياسة التي سبق أن رفضتها طويلا مع حركة فتح والفدائيين في الستينات والسبعينات، ولا تزال طالما أن الأمر يتصل بإسرائيل؟ وأضافت متسائلة: ألا يكشف هذا التوجه عن اتفاق ضمني بين الطرفين على استثمار أي قوة تنشأ على الأرض ومن ثم توظيفها لضرب الآخرين وفق مصالح الدول الكبرى، شريطة ألا تشكل قوى الأمر الواقع أي تهديد واضح لإسرائيل؟