وائل الحموي – المركز الصحفي السوري
مئات المجازر ارتكبت بحق الشعب السوري طيلة أربعة أعوام ولا يكاد يمر يوم الا ويكون ذكرى لمجزرة اقترفتها أيادي نظام أمتهن القتل ضد شعبه.
اليوم التاسع والعشرين من نيسان، تاريخ كتب بالدم ليذكرنا بفظائع مجزرة صيدا التي حدثت في مثل هذا اليوم لعام 2011 والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء قتلاً وتعذيباً وتنكيلاً.
في مثل هذا اليوم تجمع ألاف المتظاهرين من القرى الغربية لحوران في بلدة اليادودة، ومن القرى الشرقية في بلدة صيدا.
قاصدين مدينة درعا لفك الحصار عنها والتي كانت ترزخ تحت القصف، وتعاني من نقص بالمواد الغذائية والأساسية؛ جراء الحصار الخانق التي فرضته قوات الأمن.
لتفتح قوات النظام نيران اسلحتهم باتجاه صدور المدنيين العزل ما أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، الذين استشهد معظمهم تحت التعذيب، ومن بينهم الطفل حمزة الخطيب ليصبح رمزاً لهذا اليوم الدامي.
تفاصيل المجزرة باعتراف منشق عن النظام
بعد ما يقارب العام عن المجزرة أنشق مدير مكتب رئيس قسم العمليات الخاصة المساعد “آفاق محمد أحمد” ليميط اللثام عن تفاصيل المجزرة التي راح ضحيتها ما يقارب 120 شهيد وعشرات المفقودين والمغيبين في غياهب السجون.
قال آفاق “بتاريخ 29/4/2011 وكان يوم الجمعة حوالي الساعة 10 صباحا جاء عبر مكالمة من أحد المخبرين للمساعد فواز قبيع، وهو من العناصر الرئيسية عند العقيد سهيل الحسن وكنت حاضرا في المكتب، أن هناك عشرات الآلاف تنوي الخروج بعد صلاة الجمعة والتوجه لدرعا لفك الحصار عنها بعد أن وقعت هذه المحافظة في حصار من قبل النظام لأيام وتعرضت لحالة حرمان من الاتصالات والكهرباء والمياه والدواء وغيرها من الضرورات”.
وتابع آفاق “قرر أهالي القرى وحوران بشكل عام التوجه لدرعا لفك الحصار عنها، وكون المساعد فواز قبيع من سكان مخيم درعا طلب منه العقيد سهيل الحسن أن يعطيه تصورا لكيفية التعامل مع الأمر ومنع هذه الجموع من الوصول إلى درعا”.
وقال أيضا “المساعد فواز قبيع قال إن الحل الوحيد أن نقوم بنصب كمين لهم عند مساكن صيدا العسكرية ويتم تنفيذ مجزرة بهم وهناك مبررات إعلامية يمكن أن تغطي عليها، أولها يمكن القول إن هذه الجموع قادمة للمساكن العسكرية لقتل الضباط وأخذ النساء سبايا والاعتداء على النساء والأطفال العلويين في المساكن، ونكسب بالتالي مكسبين الأول إقحام الجيش في المعركة واعتباره مستهدفا كما النظام والمخابرات مستهدفة، والهدف الثاني هو جر الطائفة العلوية لهذا النزاع عبر القول إن جماعات سلفية طائفية تريد الاعتداء على العلويين وأخذ نسائهم سبايا”.
وقال المساعد المنشق إن العقيد سهيل الحسن اتصل فورا باللواء جميل الحسن وأخبره عن فحوى هذه الخطة فوافق على الفور، وجهزت عناصر النخبة من قسم العمليات الخاصة وتوجهت لمحافظة درعا.
وأشار إلى أنه لا يعرف ماذا جرى بالميدان كونه عنصرا غير ميداني، وأضاف “أنا لم أكن عنصرا ميدانيا لكنني شاهدت التجهيزات قبل الانطلاق وعندما عادت القوة آخر الليل حيث كان معهم حوالي عشر باصات محملة بموقوفين وبعض عوائل الضباط إضافة لجثث كانوا يضعونها بأماكن التخزين بالباصات، وأنا رأيتهم وهم يخرجونها ويضعوها بسيارة الشحن العسكري ليتم نقلها إلى مستشفى تشرين العسكري”.
إخفاء الجثث
وقال آفاق “طريقة التعامل مع الجثث لم تكن إنسانية، وكانت تتعرض للضرب والإهانات أثناء تنزيلها وتحميلها، واستغربت هذا الموقف وكنت أول مرة أشاهده خاصة وأنني عنصر مكتبي ولا أشاهد مثل هذه الأمور”.
ولفت إلى أنه راجع العقيد سهيل الحسن بما رأى لكنه “زجرني وقال لي هذه ليست مهمتك، وطلب مني أن أذهب لتفقد عدد الموقوفين في فرع التحقيق البعيد عن مكتبي حوالي مائتي متر”.
وقال “وجدت في فرع التحقيق 160 معتقلا كان بينهم أطفال ومن بينهم الطفل حمزة الخطيب وأنا متأكد من رؤيته في فرع التحقيق بمطار المزة ولم يكن قد توفى ولم يكن مصابا إلا بإصابات طفيفة جراء ضرب بسيط ولم يكن مصابا بأي طلق ناري، وكان معه أطفال آخرون وقد يكون بينهم تامر الشرعي لكن حمزة الخطيب أنا متأكد أنه كان موجودا”.
وعن عدد الجثث التي أحضرتها القوة، قال آفاق “تم إحصاء 120 جثة نقلت جميعها لمستشفى تشرين العسكري ليصار لتسليمها لأهاليهم على دفعات حيث كان هناك توجه بأن لا تسلم دفعة واحدة حتى لا يحدث هناك لفت لنظر الإعلام ولعدم حدوث بلبلة عندما يتم تشييع 120 جنازة في يوم واحد”. وأشار إلى أنه علم لاحقا أنه لم تسلم كل الجثث وإنما جرى إخفاء بعض الجثث ولا يعرف مصيرها.
أكثر من 4 سنين على هذه المجزرة شهدنا مئات المجازر في مختلف مدن ومناطق سوريا الحبيبة، ولا يزال النظام ماض في غيه وإجرامه ولا يزال السوريون مصممون على الاستمرار حتى نيل حريتهم كاملة غير منقوصة