إن من أبشع أنواع القتل المعروفة في دول العالم هي القتل تحت التعذيب أو بالصواريخ المدمرة ، لكن نظام الأسد المعروف بوحشيته الهمجية وجد أن أسرع طريقة لقتل معارضيه من الشباب والنساء والأطفال هي بحصار المناطق واستهدافها بالأسلحة الكيماوية والتي توفر عليه عناء تنفيذ خطط اقتحام كثيرة لأي منطقة وهذا مالم يحدث في بقاع الأرض وحدث في سوريا فقط.
سجل التاريخ البشري أفظع وأبشع لوحة قتل وتعذيب رسمها نظام بشار الأسد في 21 آب عام 2013 عندما بدأت مدفعيته بقصف الغوطة الشرقية بقذائف تحمل رؤوسا كيمياوية وذلك بعد أن أعطى رأس النظام بشار الأسد تصريحا لمخابراته ومسؤوليه بأنه لاتوجد أي استثناءات تخلصهم من المعارضين له ليسجل مذبحة جديدة باسمه وينتزع صدارة القتل من منافسه حافظ الأسد.
بدأت المدافع تقصف الغوطة المحاصرة وخيم الظلام وصياح الأطفال وصرخات النساء وتأوهات الرجال وعنين الشيوخ وأصبح الحليم حيرانا لما حدث تلك الليلة، أطفال تلتقط أنفاسها الأخيرة ونساء تموت خنقا بغازات الكلور والسارين ويتسابق الأطفال مع أمهاتهم للنزول للملاجئ السفلية ظنا منهم أنها تقيهم من شظايا قذائف المدفعية القاتلة فهم تعودوا على قصف النظام الهمجي بالنزول للأسفل في كل قصف لكنهم لم يعلموا أن هذا النوع من الأسلحة يلاحقهم للأسفل ومخابرات النظام وضباطه ترتقب صباح اليوم التالي ليستبشروا بالحصيلة واستسلام الغوطة الشرقية التي خرجت ضده ونادت بإسقاط النظام.
بدت الحصيلة الأولية للشهداء غير مخيفة لكن عدد المصابين كان كبيرا جدا وبعد ساعات ودقائق تجاوزت الحصيلة ألف شهيد بينهم أكثر من 400 طفل.
أشرقت شمس الصباح لكنها لم تشرق على أهالي الغوطة الذين استشهدوا في ساعات الفجر الأولى لتثبت حصيلة الشهداء بأكثر من 1200 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء وبدأت كل عائلة بدفن أبنائها.
ضجت المحافل الدولية بهذه المجزرة الرهيبة وصاح أوباما أن تلك الجريمة لن تمر دون عقاب وانتظر المفتشون للتحقيق في الحادثة والتي تمت تحت إشراف ممثل للنظام وروسيا واتجهت السفن الحربية الأمريكية نحو شرق المتوسط لضرب الأسد لكن الأخير أرسل وزير خارجيته وليد المعلم إلى موسكو ليطفىء الغضب الأمريكي المصطنع بكلمة واحدة النظام جاهز لتسليم ترسانته الكيماوية لتمر مجزرة الغوطة كذكرى عابرة لكنها خلفت وراءها مئات الأرامل والأيتام وتشرد عائلات الشهداء ، والأهم والأخطر من ذلك أن الأنظمة الدولية أشارت لبشار الأسد بضوء أحمر خافت يميل لأخضر براق فبدأ بحصار المناطق واحدة تلو الأخرى وقصفها بالسلاح الكيماوي الخانق.
مناصرو النظام في الساحل غربا بدأوا بتوزيع الحلوى على بعضهم ما اعتبروه أنه انتصار على أهالي الغوطة المحاصرين، والغريب في ذلك أن بثينة شعبان تحدثت لسكاي نيوز الإنكليزية أن المعارضة اختطفت أطفالا من الساحل وتم نقلهم إلى الغوطة ثم عملوا على بخهم بغازات سامة وتصويرهم…..فهل احتفل أهالي الساحل ووزعوا الحلوى لمقتل أولادهم المخطوفين.
5 سنوات على مجزرة واحدة ارتكبها النظام بحق أطفال سوريا دون حساب من دول العالم ومنظماتها الإنسانية والتي فشلت بإصدار بيان إدانة واحد كي يعلم المظلومون أن الإنسانية لم تمت.
المركز الصحفي السوري _ خاطر محمود