أثارت صفحة مجرمون لا لاجئون على الفايسبوك مخاوف في أوروبا حول احتمال تسلل إرهاببين بين اللاجئين السوريين الذين يتدفقوا إلى أوروبا، وتتزايد المؤشرات على اندساس أشخاص كانوا ينتمون إلى مجموعات “الشبيحة” الموالية للأسد ضمن اللاجئين.
و تنشر الصفحة صور عشرات الأشخاص الذين أطلقوا النار على المعارضين أو كانت لهم تجاوزات ضد المدنيين في سوريا.
ولا يمكن التأكد من مصداقية أخبار الصفحة التي تتضمن صور أشخاص يحملون سلاحاً ويقفون قرب صور بشار الأسد وأخرى يظهرون فيها بدول أوربية، ومن هؤلاء شخصيات معروفة من فنانين وإعلاميين ممن حرضوا على قتل المدنيين، مثل الفنان فايز قزق، والمذيعة في قناة الدنيا سابقاُ “سلام اسحاق”، إضافة إلى شخصيات سياسية ورجال أعمال وقفوا بقوة مع النظام وجندوا مقاتلين لحسابه، مثل زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي، “صالح مسلم” المتحالف مع النظام والذي لجأ مؤخرا إلى فنلندا ورجل الأعمال ياسر قشلق وأنصاره، إضافة” للشبيحة” حملة السلاح مثل سامر حنا الآسعد الملقب ب”أسد الصقيلبية”،والذي تنسب إليه العديد من المجازر بريف حماة الغربي في بلدات حيالين وكرناز والجلمة وتل ملح ويعتبر من أكبر الممولين بالسلاح للشبيحة في المنطقة، وأنس العقاد الّذي غادر سوريا بعد أن كون ثروة من” التشليح” على الحواجز إلى الجزائر في آب الماضي، ثم دخل ايطاليا في أيلول ومن ثم الى ألمانيا عبر باريس طالبا اللجوء الإنساني.
ويلحق الناشطون هذه الصور بتعليقات مثل “قال مدني وهارب من الحرب”.
وتقول الحملة أنها ناشدت الائتلاف الوطني المعارض لدعمهم من خلال تشكيل هيئة من المحامين الموجودين في أوروبا لرفع دعاوى سحب حق اللجوء من هؤلاء الذين لازالوا على تواصل مع النظام السوري.
قتيبة ياسين أحد القائمين على الصفحة: “قمنا بهذه المبادرة بعد أن تلقينا شهادات من لاجئين سوريين فوجئوا برؤية وجوه بعض مضطهديهم في أوروبا، ونحن نجمع الشهادات لفضح هؤلاء “، وقدر قتيبة القائم على الصفحة، أن عدد عناصر النظام المتواجدة كلاجئين في دول أوربية شمالية كالنمسا ألمانيا السويد وفرنسا”ب500 شخص.
كما وقامت بعض المنظمات السورية واللجنة القانونية بالائتلاف الوطني بجمع وثائق وأدلة بالتعاون مع أجهزة أمنية وقضائية غربية بفتح ملف تسلل الشبيحة ووصولهم لأوروبا.
وفي شهادة أدلى فيها ممثل اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية في سوريا زياد العيسى أمام نواب فرنسيين قال فيها “إن هناك مجرمو حرب لجؤوا إلى أوروبا وفرنسا”.
ويروي موظف سوري في منظمة غير حكومية دولية رافضا الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه تمكن من خلال مهمة تقويم في إطار المنظمة في “جزيرة كوس “اليونانية نهاية أيلول الماضي من رصد عدد من عناصر الميليشيات الموالية للنظام ،حيث تشكل جزيرة”كوس” نقطة رئيسية في رحلة المهاجرين عبر طرق التهريب لأوروبا.
موضحاً أن عدداً من هؤلاء كانوا ينتمون إلى عائلة واحدة تنحدر من طرطوس في شمال غرب سوريا، ونقل عن شخص قوله :”نحن أيضا ضحية الحرب”.
ويحمل المعارضون السوريون” الشبيحة” مسؤولية التجاوزات التي تحصل في سوريا “كالاعتقالات والاعتداءات وممارسة الارهاب “.
ويقول قاض في المحكمة الوطنية الفرنسية لحق اللجوء:”لا بد من طرح السؤال حول احتمال مشاركة لاجئين سوريين في الفظائع المرتكبة من قبل النظام “.
ويضيف :”المقابلات التي تقوم بها المكاتب الأوروبية الأخرى المكلفة بهذا الموضوع تهدف إلى كشف مثل هذه الحالات، لكن الأمر صعب جداً بسبب وجود عدد كبير من الهويات المزورة والشهادات الكاذبة”.
يتابع القاضي الفرنسي :”هناك بند واضح في هذا الاطار يؤكد رفض منح اللجوء لأي شخص يتحمل مسؤولية انتهاك معاهدة جنيف، ونحن حريصون جداً على التنبيه لهذا الموضوع”.
يقول مصدر مطلع على ملف اللاجئين :”في وضع الفوضى الحالية السائد في أوروبا حيث لا إجراءات قانونية لدخول اللاجئين، لن أستغرب دخول عناصر سابقة في ميليشيات الأسد إلى الدول الأوربية”.
وتشدد سيلين شميت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين على” أن كل هذا يبرر أهمية إيجاد مراكز لاستقبال اللاجئين على حدود اوروبا”.
تسليط الضوء على هذه القضية إنما يأتي لمتابعة تولي مهمة فضح حقيقة الشبيحة والعمل على ملاحقتهم ومحاكمتهم حتى وإن هربوا لأوروبا وغيرها فلا بد من محاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم بحق المدنيين في سوريا.
سلوى عبد الرحمن