تشهد مدينة الريحانية التركية التي تضم تجمعا كبيراً للسوريين اللاجئين ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار العقارات والإيجارات ما يؤثر سلباً على حياتهم، ويسلبهم الجزء الأكبر من مدخراتهم.
فكثير من صفحات التواصل الاجتماعي أصبحت تعرض إعلانات لبيوت وشقق للبيع بأسعار مضاعفة تصل لمئات آلاف الليرات التركية لا تتناسب مع المساحات المعروضة، وبالمقابل هناك عروض لبيوت للإيجار تتخطى الألف ليرة شهرية، وسط غياب لضوابط تحكم عمل الدلالين والسماسرة والمعلنين.
بعض السماسرة وأصحاب البيوت يبررون هذا الارتفاع بتدهور سعر صرف الليرة التركية خلال الفترة الماضية، فمنذ ثلاث سنوات كان سعر الصرف مقارنة بالدولار يشير الى 5.5 أما اليوم فيتجاوز 8.6 أي بزيادة حوالي خمسين بالمئة لكن المتضررون من ارتفاع أسعار البيوت والإيجارات يردون على هذا الكلام بأن الأرقام المطروحة اليوم للبيع أو للإيجار تزيد كثيراً عن نسبة انخفاض العملة، وتلامس الزيادة في أسعار بعض البيوت نسبة 100%، ويرجع هؤلاء سبب الارتفاع للجشع والرغبة بالكسب الفاحش واستغلال حاجة الناس للسكن والإيواء بعد قدومهم من سوريا بحسب مراقبين، يحلمون بالأمان وتحقيق مطلبهم الإنساني الطبيعي بالعيش في مسكن لائق.
يمكن رصد التفاوت بأسعار البيوت والإيجار بين مناطق الريحانية حيث يشهد القسم الجنوبي والغربي اقبالاً كبيراً؛ كون المنطقة حديثة الإنشاء وتتوفر فيها الخدمات، بينما يضعف هذا الاقبال في المناطق الشمالية والشرقية التي تشبه الى حد كبير العشوائيات.. يذكر أن عدد سكان الريحانية حسب مصادر غير رسمية بلغ عام 2011 حوالي 50 ألف نسمة وارتفع بسبب هجرة السوريين إلى أكثر من 150 ألفاً.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع