العرب.
قالت صحيفة «جارديان» البريطانية: إن مأساة الحرب الوحشية في العراق وسوريا ولدت مأساة أخرى محزنة متمثلة في الاستجابة الأوروبية المحبطة إزاء اللاجئين السوريين الذين طردوا من منازلهم.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن هناك ضحايا من المسيحيين واليزيديين والمسلمين يعانون بقسوة من القتال الأخير، واضطر نحو 10 ملايين شخص لترك منازلهم وحوالي 4 ملايين فروا خارج البلاد تماما، ذهب أكثرهم إلى تركيا أو لبنان، وبعضهم فروا إلى العراق.
تقول الصحيفة: إن حقيقة أن العراق أصبح ملاذا آمنا لهؤلاء اللاجئين يشير إلى حجم الكارثة التي اجتاحت سوريا، لكن الرد من بقية دول العالم كان مخزيا، فهناك من ادعى قائلا: إذا سمحنا لهم بالمجيء لبلادنا سيسرقون قوت يومنا.
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة العفو الدولية، ومنظمة المعونة المسيحية، والإغاثة الإسلامية وغيرها من المنظمات ناشدت الأسبوع الماضي الحكومة البريطانية باستقبال مزيد من اللاجئين.
وتضيف: يجب استقبال لاجئين سوريين دون تمييز، فمن الصعب تحديد من الأكثر ضعفا بين 10 ملايين لاجئ ومن هم الأكثر خطرا- ويمكن أن يكونوا أيتام صغار، أو نساء حوامل، أو كبار سن من دون أسر، أو معوقين.
كل ما نعرفه هو أنه سيكون هناك الكثير، فحتى لو كان الأكثر عرضة للخطر قد لقوا حتفهم في القتال أو فشلوا في البقاء على قيد الحياة خلال رحلتهم، سيكون هناك عشرات الآلاف من اليائسين والعاجزين الذين يحتاجون للحماية.
وتابعت الصحيفة: قد يكون صحيحا أن بريطانيا لديها تاريخ مشرف في منح الحماية لمن يحتاجون إليها، لكنه ليس أكثر من مجرد تاريخ الآن.
وقد تدافع الحكومة البريطانية عن سياستها على أساس واقعية سياسية مزرية، فقد أعطت الكثير من المال لدعم اللاجئين داخل سوريا والدول المجاورة.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية ليست وحدها في تقديم وعود لا تستطيع الوفاء، والدول الأوروبية الوحيدة التي استجابت لحالة الطوارئ السورية بقدر من الكرم كانت ألمانيا والسويد – وكلا الحكومتين تواجهان معارضين لهذه السياسة.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إن مجرد إجراء صغير أفضل من لا شيء على الإطلاق، ويجب على الحكومة البريطانية أن تستجيب لنداء الجمعيات الخيرية، والأعمال الخيرية وتسعى لزيادة استقبال السوريين الفارين من جحيم الحرب.