مابين حب الحياة وصراعها ومابين الخوف والتفاؤل نجد قصة طفل تدفعنا إلى حب الحياة قد نكون عاجزين عندما نتأمل صراع الطفل عمر الخطيب لإتمام رحلة حياته رافضاً الإستسلام لإعاقة تعرض لها في أول سنة من عمره حرمته السمع والتكلم نتيجه موجة حر تعرض لضربة شمس في صغره اعتنق عمر هذه الدنيا متجاهلاً إعاقاته حيث قال بوجه يؤكد على تحدي الإعاقة وإثبات الذات معبراً في أنامله وبلغة الاشارة التي يبدع فيها:أنا استشعر الفرح والفخر لأنني أمارس حياتي كأي فرد من أفراد عائلتي حيث أتواصل مع أسرتي بلغة الإشارات الوصفيَّة دون صعوبة رغم أني أعاني من إعاقة منذ صغري لكنني أسير في طريقي متجاهلاً إعاقة تجعلني أختلف عن غيري أختار طريقا غير طريق العزلة عن الأخرين أسيرُ في طريق الإنتصار على إعاقتي من خلال الإبداع والعمل أذهبُ في كل صباح إلى المدرسة متجاهلاً كل مايعيقني أتواصلُ مع رِفاقي ومُدرسيني عن طريق الإشارات فالبعض يظن أنها مجرد إشارات بل هي أحاسيس ومشاعر نبيلة أهدف بها لتوصيل الفكرة بأنني لا أختلف عن غيري وأنني لديَّ القدرة على التعبير عن مشاعري وحياتي وأنني لست مختلفاً أو أقل قدرة عن الإنسان العادي كما يعتقد الكثير.
عمر الطفل الذي ترى في حياته ابتسامة الثقة والأمل و بريق تفاؤل وذكاء حاد لما يمتلكه من قدرة وبداهة واضحة حيث كان من أوائل الطلاب في المدرسة لمَّا يحمله من إصرار بأنه لا يختلف عن غيره فعمر شديد الذكاء يفهم على أصدقائه و مُدرّسيه من خلال الحركات وملامح التعبير حاز عمر على تميزات ومرحات تفوَّق وغيرها في المدرسة وكان يمارس دراسته التي يتلقاها رغم وجود عقبات فيها إلا أنه يتجاهل كل مايعيقه كما كان لعمر موهبة الرسم حيث يرسم ببراعة متقنة جعلته أكثر تميَّزاً عن غيره فعمر يتمتع بقابلية أخرى دفينة في أعماقه فهو يحاول تغير النظرة النمطيَّة التي يراها الأخرون والوقوف ضدَّها عمر الطفل الذي لم تمنعه إعاقته عن المضي في الحياة ليثبت للجميع بأن الإعاقة ماهي إلا إعاقة الفكر والروح كما يقال بأن العقل السليم بالجسد السليم ولكن عمر أثبت خلاف هذه المقولة فالكثير لم يكونوا بأجساد معافاة لكنهم احتضنوا حياتهم بعقولهم البارعة فقصة عمر قصة كفاح أعمار صغيرة يملؤوها الأمل والإبتهاج محققاً نجاحاً كبيراً بالتغلب على إعاقته مسيراً في طريق الأمل والنجاح، فحياتنا الطويلة مليئة بالنفوس الكادحة الذين يخوضون غمار هذه الحياة بنفوس راضية مطمئنَّة رغم صُغرها يملؤوها الإيمان واليقين فمن الصعب تكون عاجزة عن فعل أي شيء نافع لها و للأخرين .
خزامى الحموي _ المركز الصحفي السوري