“طمأنة أوروبا” مبادرة أعلن عنها البيت الأبيض في يونيو/حزيران 2014 هدفت إلى طمأنة دول أوروبا الشرقية ضد طموحات روسيا بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم، تقضي برفع نسبة الوجود العسكري الأميركي في أوروبا وتعزيز علاقات التعاون العسكري.
رد فعل
جاءت المبادرة الأميركية “طمأنة أوروبا” عقب تنامي شعور بعض دول أوروبا الشرقية بالخطر في إثر سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وتوسع الاشتباكات بين المؤيدين لموسكو والقوات الأوكرانية شرق البلاد.
وسيطرت قوات روسية على القرم بعد نجاح الثورة الأوكرانية في إسقاط حكم فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو في فبراير/شباط 2014، حيث تظاهر معظم أنصار القومية الروسية ضد ما حصل بكييف وعارضوا ما سموه انقلابا على الرئيس، وطالبوا بالمزيد من التقارب والتكامل مع روسيا واستقلال القرم عن أوكرانيا ومنحها حكما ذاتيا.
وفي 27 فبراير/شباط 2014 احتل مسلحون بملابس عسكرية روسية منشآت مهمة في القرم (البرلمان وبعض المطارات)، ونظم استفتاءبالجزيرة يوم 16 مارس/آذار 2014 انتهى إلى إعلان الاستقلال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، الأمر الذي رفض الغرب الاعتراف به.
ولإنجاح مبادرة “طمأنة أوروبا” طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونغرس بتمويل قدره مليار دولار لتمويل العملية، وتعهد باتخاذ قرارات وإجراءات تعزز قدرة قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمواجهة كل خطر يهدد الدول الأعضاء والحلفاء.
نقاط المبادرة
خطة طمأنة أوروبا ارتكزت على:
-رفع نسبة وجود القوات العسكرية في الدول الأعضاء والدول الحليفة.
-توزيع خبراء ومخططين عسكريين يساعدون على إجراء المناورات والتدريبات الضرورية.
– المساعدة على تقوية البنية العسكرية للدول الأعضاء في ناتو وكذلك الدول الحليفة.
– تعزيز مشاركة البحرية الأميركية في عمليات ناتو، خاصة في البحر الأسود ومنطقة البلطيق.
– تعزيز العلاقات العسكرية مع الدول الصديقة، مثل جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
وبحسب ما أعلنه البيت الأبيض وقتها، فإنه موازاة مع إعلان المبادرة اتخذت تدابير لمراجعة وجود القوات الأميركية في القارة الأوروبية أخذا بعين الاعتبار التطورات التي حصلت بأوروبا.
وفي هذا السياق، قامت الولايات المتحدة عام 2014 بعدة خطوات، بينها إرسال خبراء عسكريين للمساعدة على تدريب قوات عسكرية في كل من إستونيا ولاتفيا ولتوانيا وبولندا.
وفي أبريل/نيسان 2014 أعلنت واشنطن إرسال المدمرة “يو أس أس دونالد كوك” إلى البحر الأسود للمشاركة في تدريب ومناورات تعزيزا للعلاقات العسكرية مع حلفائها.
كما سارعت واشنطن في العام نفسه إلى تعزيز علاقاتها مع دول أوروبا الشرقية -بينها أوكرانيا- في مجال الطيران الحربي والمراقبة الجوية.
وتذكر الأرقام الرسمية أن عدد عناصر القوات الأميركية العاملة في أوروبا يصل إلى نحو 67 ألفا.