تجري في مدينة لوزان السويسرية مباحثات جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا بهدف التوصل إلى هدنة أخرى في سوريا في أعقاب انهيار هدنة سابقة لم تعمر أكثر من أسبوع الشهر الماضي.
ويجتمع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، مع مندوبين من تركيا، والسعودية، وإيران، وقطر، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.
ومنذ انهيار هدنة لم تعمر طويلا الشهر الماضي، صعَّدت سوريا وروسيا قصفهما للأحياء الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وأفادت تقارير أن المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا تحقق تقدما في بلدة دابق التي تعتبر معقلا لما يعرف بتنظيم “الدولة”.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت أن المقاتلين السوريين الذين تدعمهم تركيا يزحفون نحو بلدة دابق.
وتحظى دابق برمزية كبيرة في أدبيات تنظيم الدولة؛ إذ تردد اسمها كثيرا في الدعاية التي أطلقها تنظيم الدولة.
وتبعد دابق عن الحدود التركية بنحو 10 كيلومترات، وتقوم دعاية الدولة الإسلامية على أن هذه البلدة تشهد في نهاية العالم معركة مصيرية بين المسلمين وأعدائهم.
وهذه أول مباحثات منذ وقف الولايات المتحدة اتصالاتها الثنائية مع موسكو بشأن سوريا.
وقلَّل مسؤولون أمريكيون وروس من أي توقعات بشأن تحقيق تقدم هام باتجاه حل الأزمة السورية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الأمريكي قوله إنه “ليس لدي توقعات خاصة”.
بينما قال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس “عندما ترى نتائج الجهود السابقة، فإني بصراحة كبيرة لا أملك إلا أن أكون متشككا بعض الشيء في الجهود الحالية”.
وتعهد الرئيس السوري، بشار الأسد، بعزمه على “تطهير حلب من المسلحين”، مضيفا أن الانتصار في هذه المدينة سيكون بمثابة “نقطة انطلاق” لتحقيق النصر في باقي أنحاء البلد.
وأصدرت منظمات خيرية من قبيل منظمة سايفز ذي تشلدرين (أنقذوا الأطفال)، ومنظمة “أوكسفام” ومنظمة “المجلس النرويجي للاجئين” مناشدة من أجل “وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة على الأقل في شرقي حلب” بهدف إجلاء السكان الراغبين في المغادرة ونقل المساعدات لمن يختار البقاء فيها.
وتقول منظمة “ريتش” التي تتصل بالناس بشكل منتظم بهدف جمع تقارير عن الأوضاع الإنسانية إنه ليس ثمة مناطق آمنة في مناطق المعارضة.
ويعيش في المناطق الشرقية المحاصرة من المدينة نحو 275 ألف شخص، كما أن المنظمات الخيرية لم تتمكن من الوصول إليهم منذ إعادة فرض الحصار على هذه المناطق يوم 4 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقتل أكثر من 370 شخصا بمن فيهم نحو 70 طفلا في القصف على الأحياء الشرقية من حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.
وأضاف المرصد أن عشرات من المدنيين بمن فيهم أطفال قتلوا من جراء قصف المعارضة للمناطق الغربية من حلب.
وقال مسؤول أمريكي يرافق كيري للصحفيين إن المباحثات تستهدف ارتياد أفكار جديدة لإنهاء الصراع وليس تحقيق تقدم فجائي فورا.
وأوضح المسؤول الأمريكي قائلا “أعتقد أنه ينبغي أن نرى ما سيحدث في صالة المفاوضات قبل أن نحدد إذا كانت هذه المباحثات بداية عملية جديدة أم لا”.
ومنذ انهيار الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة السورية، كثفت القوات السورية بدعم من غطاء جوي روسي قصفها للمناطق الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة من مدينة حلب.
ويسعى الطرفان إلى إحياء الهدنة التي انهارت في حلب بالرغم من أن قوات الحكومة السورية لم تقلص هجومها لاستعادة السيطرة على المناطق الشرقية من حلب.
وأثار الهجوم على هذه المناطق اتهامات غربية تفيد بأن جرائم حرب ربما ارتكبت.
وأكد لافروف الجمعة أن روسيا ليس لديها خطط لطرح مبادرات جديدة بشأن طرق لحل الأزمة السورية.
وقال إن روسيا ستدعو إلى اتخاذ “خطوات ملموسة” لتطبيق قرارات سابقة صادرة عن مجلس الأمن بشأن سوريا.
بي بي سي