ياسر الزعاترة
قال الكاتب أن أوباما لا يمكنه إدارة الملف السوري من دون الرجوع إلى صاحب الشأن في هذا الموضوع ممثلا في الكيان الصهيوني، والذي لا يزال خياره هو ذاته منذ البدء ممثلا في إطالة أمد النزاع، وتحويل سوريا إلى ثقب أسود يستنزف الجميع، بما في ذلك إيران و”حزب الله” وتركيا وربيع العرب وتدمير سوريا، مع التخلص من مجموعات لا يمكن السيطرة عليها، وأشار الزعاترة إلى أنه إذا سألنا عن ارتباك التصريحات وميلها في بعض الأحيان إلى التأكيد على ضرورة التخلص من بشار الأسد، أو اعتباره الوجه الآخر لتنظيم الدولة كما في تصريحات كيري، فإن الجواب يتعلق بالحاجة إلى ذلك من قبل أركان التحالف العرب، بخاصة أولئك الذين يزعمون دعم الثورة في سوريا، ويجدون حرجا أمام شعوبهم في تأييد تحالف يستهدف تنظيم الدولة، بينما يترك المجرم الأكبر الذي كان السبب الأهم لموجة العنف الأخيرة في المنطقة بعد رده بتلك الدموية على ثورة شعب أعزل، وأوضح الزعاترة أن ثمة بُعد مهم هنا في السلوك الأمريكي يتعلق بإيران، لافتا إلى أن واشنطن لا تريد لحربها ضد تنظيم الدولة في سوريا أن تخرِّب على مفاوضات النووي مع إيران، وهي تدرك أن موقفا ضد نظام بشار قد يدفع إيران إلى التراجع في تلك المفاوضات، وربما أثَّر سلبا عليها، بينما يُراد لها أن تصل إلى نتيجة كمحطة في اتجاه تحسين وضع الإصلاحيين في الداخل، والذي يتميزون بقابليتهم لتمرير حل في سوريا لا يبقي الوضع على حاله، ولا يتعامل معه بروحية الانتصار كما يفعل المحافظون الذي يعتبرون بشار ركنا أساسيا في مشروع تمددهم في المنطقة، وخلص الزعاترة إلى أن معركة سوريا لا تزال طويلة، وهي مؤجلة أمريكيا إلى حين التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وربما إلى حين الوصول إلى نتيجة فيما خصَّ الحرب على تنظيم الدولة، مؤكدا أن المعركة الدائرة لن تصل إلى نتيجة ما لم يتغير الوضع في العراق وسوريا في اتجاه نزع الأسباب التي أدت إلى انفجار هذه الموجة من العنف، وهو ما لا يظهر في الأفق القريب كما يبدو.