أورينت نت – عمر حاج أحمد
استخدمت مخابرات الأسد أساليب عدة ضد معتقلي الرأي خلال السنوات الأخيرة، ولكن استخدام السموم والمواد المخدرة كان أكثرها ضرراً على المعتقلين، لما فيها من آثار سلبية عند التحقيق، ونتائج فورية قد تصل لحدّ الموت المفاجئ أو الإصابة بعاهة مستديمة لتأثيرها على الجُمل العصبية والأعضاء الجسدية.
وكانت قد كشفت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية، عن ضلوع المخابرات الروسية بالتعاون مع المخابرات السورية بتجريب “سموم خاصة” أُعدّت في روسيا لاستخدامها على معتقلين داخل سجون المخابرات السورية، وأوضحت تقارير أخرى استخدام مخابرات نظام الأسد لأنواع عدة من السموم والحبوب المخدّرة والغازات على المعتقلين لديها، مما أدت لوفاة بعضهم أو إعاقة آخرين.
تأثيرها
وعن هذه السموم التي تستخدمها مخابرات الأسد داخل معتقلاتها، يقول الفنان التشكيلي والمُعتقل السابق (أيمن أبو ريان) لأورينت نت، “اعتقلت ببداية الثورة من قبل فرع أمن الدولة، وتمّ نقلي مباشرة للفرع /40/ والذي يُشرف عليه شخصياً “حافظ مخلوف” ابن خال بشار الأسد، وحينها تم استخدام كل أساليب التعذيب لأخذ بعض المعلومات بأمر من العميد مخلوف واللواء “توفيق يونس” رئيس فرع أمن الدولة رسمياً”.
ويُتابع (أبو ريان) “أساليب التعذيب لم تسترضهم، فأخذوا يحقنونا بإبر مخدرة أو اعطائنا حبوب هلوسة ثم يصبّوا علينا الماء البارد، فنُصاب بالاسترخاء والهلوسة ولا نعلم ما كنّا نقول حينها، وعدا عن الحقن والحبوب كانوا يرشّون علينا من فتحة التهوية الخاصة بزنزانة الاعتقال رذاذاً يجعلنا نسقط مغشيّين علينا ولا نعلم ما يجري بعدها”.
ويُشير (أبو ريان) إلى حال المعتقلين الذين يتعرّضون لمثل هذه السموم والحبوب بقوله، “كانت تختلف الجرعات من معتقل لآخر وأحيانا تكون جرعة عامة، ولذلك كان بعضهم يلقى حتفه بحال كانت الكمية أكبر من المُحتمل، ومن المُرجّح أن الفنان السوري “خالد تاجا” كانت وفاته بسبب مثل هذه الجرعات الزائدة والتي لها تأثيرها بعد الخروج من السجن، وكان البعض الآخر تتأثر أحاسيسه وأعضاؤه وتختلف نسبة التأثير من شخص لآخر ولكن غالبيتهم أصيبت جملهم العصبية بالتّلف”.
وأما عن حالته الصحيّة أثناء الاعتقال وبعد خروجه، يقول (أبو ريان)، “أعطوني حقنا وحبوبا خلال اعتقالي ولكن آخرها سبّب لي تصلّبا بالشرايين وموتا سريريا لمدة 15 يوماً، على إثرها خرجت ليتمّ اجراء بعد الفحوصات الطبية فتبيّن أن نسبة الكوكايين مرتفعة جداً في جسمي بالإضافة لبعض الجراثيم والسموم التي لم تُحدد حينها مباشرة”.
وبيّن حالته أكثر بقوله، “تسبّبت هذه السموم والحقن بضمور جزئي في المُخيخ لديّ بالإضافة لفشل كبدي وكلوي، وكذلك ضعف وشلل بسيط في الأطراف، مع حدوث كيس داخل النخاع الشوكي مما تسبب بدوخة وصعوبة في الحركة، وبعد انتكاس حالتي مؤخراً، عجز الأطباء في المهجر من اكتشاف نوعية هذه السموم والجراثيم التي حُقنت بها لأنها لم تعد موجودة في الجسم وإنما فقط تأثيرها مَن بقيَ”.
ما هي نوعية هذه السموم؟
وعن نوعية هذه السموم وماهيّتها، يقول دكتور العصبية (ياسر كنش) لأورينت نت، “هناك عدة أنواع من السموم التي تستخدمها مخابرات النظام ضد معتقليها، من أهمها الكوكايين والهيرويين التي تغزو الجملة العصبية بشكل مباشر ولها تأثيرها على المخيخ والنخاع الشوكي، وكذلك هناك سموم المعادن كالرصاص والذي تأثيره على الدم”.
وأما الدكتور (أحمد الصطوف) يشرح لأورينت نت تركيبة بعض السموم المستخدمة في معتقلات مخابرات الأسد بقوله، “غالبية تركيبات السموم التي تستخدمها مخابرات النظام هي روسية او ايرانية الصنع، واستخدمتها هاتين الدولتين داخل معتقلاتها كذلك، ومن بين هذه السموم كان سمّ “ريتسين” وكذلك “أكونتين” ولهما تأثير قوي على الرئتين والاصابة بشلل الجهاز التنفسي”.
وأكمل (الصطوف)، “وهناك حقن “الأتروبين و الكوكايين” التي تُسبب هلوسة ورعشة عند المُعتقل ويتم استخدامها بحال كانت المعلومات المأخوذة ضرورية جداً، وهذه الحقن تسبب الموت بحال كانت الكمية كبيرة، وإضافة إلى الحقن المخدّرة هناك حقن معدنية كالرصاص والزئبق والتي تُصيب صاحبها بالفشل الكبدي، كما أن هناك بعض غازات الأعصاب كالسارين والكلور المُخفّف “.
وبالعودة لصحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية، فقد أشارت الصحيفة إلى أن السموم الروسية الخاصة التي تم تجريبها على معتقلين سوريين وعناصر فارّين من المعارك، كانت قد قتلت ضابطاً وأصابت خمسة آخرين بأمراض هضمية وعصبية.