بدأت عمليات الهجرة و النزوح بعد استخدام النظام لقوة السلاح في التعامل مع الثورة، بعد أن خرج السوريون في مظاهرات سلمية من أجل الحرية والقضاء على الظلم، لكن استخدام النظام للأسلحة الفتاكة ضد المدنيين أجبر البعض على حمل السلاح و هرب البعض الآخر إلى خارج البلاد هرباً من الموت.
8 ملايين لاجئ كانت حصيلة العام 2015 حسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فالهجرة كانت سبيلاً للخلاص من مخاطر الحرب في نظر البعض، طلبا منهم للاستقرار والأمان أو خشية تدهور الوضع الاقتصادي.
“ليلى” من مدينة حمص متزوجة و لديها ثلاثة أطفال تقول :”خوفي على أطفالي دفعني للهروب من واقعنا المؤلم، فقدت عملي انا وزوجي بسبب هذه الأزمة، لم يعد لنا موارد مادية كي نعيش منها”.
ضرب المنشآت الاقتصادية و البنى التحتية كان أحد أهم أهداف النظام، إذ أن 70% من المنشآت الاقتصادية قد تدمرت حسب منظمة حقوق الإنسان لعام 2015 ، كما توقفت الكثير من الحرف والصناعات اليدوية، ما انعكس سلبا على دخل الفرد وارتفاع الأسعار في السوق.
إكمال الدراسة كان هدفاً رئيسياً آخر للهجرة، “أحمد” طالب جامعة في السنة الرابعة من هندسة المعلوماتية يقول :”كنت فيما مضي أفكر وأقلق على مستقبلي العلمي بخصوص دراستي واختصاصي، كنت أتساءل فيما إن كنت سأحقق ما أطمح اليه أم لا؟، و هل سأجد العمل الذي يحقق متطلباتي؟ الآن أصبحت أفكر هل سأستطيع فقط أن أكمل دراستي ؟ هل ستطالني رصاصة طائشة أو شظايا انفجار أثناء دوامي في الجامعة ؟ لذلك طرقت باب الهجرة لعلّي أتابع دراستي وتخصصي وأعود عندما يصبح الوضع افضل” ، خلال الحرب توقفت جامعتان و أكثر من 4000 مدرسة بسبب استهدافها من قبل النظام السوري، ونشرت صحيفة سويدية أن نسبة الشهادات الجامعية هي الأعلى بين اللاجئين السوريين في العام الماضي.
حالة الأمان و الاستقرار التي تعيشها بقية البلدان تجعل الشباب يحلمون بالهجرة ليتمكنوا من العيش، لكن الفرص التي تقدمها بعض البلدان أثارت رغبة الشباب بالسفر إليها كالسويد وهولندا وألمانيا وأمريكا.
أحد المسؤولين في خارجية النظام السوري يقول :”إن الغرب يحاول استقطاب الفئة المثقفة من أصحاب الشهادات و هو يقدم لهم شتى الإغراءات لعدة اسباب أولها حرمان البلد من كفاءاتهم ما يبقيها في حالة التخلف، كما أن السبل غير الشرعية ساعدت الكثير من الشباب للهجرة رغم ارتفاع تكاليفها و خطورة طرقها”.
راما مرهف
المركز الصحفي السوري