أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، الجمعة، اتفاقاً بوقف الأعمال العدائية في سوريا، وفقا لتصريح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف.
ورغم أن الاتفاق شمل وثائق اتفق الطرفان على عدم نشرها، إلا أن كيري تحدث عن بعض تفاصيل الاتفاق الخاص بوقف العمليات القتالية من أهمها:
– “نزع الأسلحة” من طريق الكاستيلو شمال حلب، التي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل أن تسيطر عليها قوات النظام.
– يدعو الاتفاق الحكومة السورية والمعارضة إلى احترام اتفاق وقف الأعمال العدائية المقرر دخوله قيد التفيذ عند غروب شمس الاثنين المقبل.
– وحسب كيري، فإن “حجر أساس” الاتفاق الجديد هو الاتفاق على أن الحكومة السورية لن تقوم بمهام جوية قتالية في المنطقة المتفق عليها، بذريعة ملاحقة مقاتلين من جبهة النصرة الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، التي غيرت اسمها مؤخرا إلى جبهة فتح الشام.
ووصف كيري سلاح طيران الأسد بـ”المسؤول الرئيسي عن سقوط الضحايا من المدنيين” ونزوح المهاجرين.
– يدعو الاتفاق إلى وضع حد للقصف العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة في الأحياء المدنية.
– يُلزم الاتفاق الجماعات المعارضة التي تُريد الحفاظ على “شرعية” معارضتها وفقا للاتفاق، أن تنأى بنفسها بكل شكل من الأشكال عن “فتح الشام” وتنظيم “داعش”، وفقا لما صرح به كيري.
– ضمن شروط الاتفاق تعاون موسكو وواشنطن، ما يستلزم “تبادل بعض المعلومات” المتعلقة برسم مخطط يحوي مختلف المجموعات على أرض المعركة.
– يسمح الاتفاق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى أجزاء من سوريا مثل حلب، وينص على إنشاء مناطق خالية من الأسلحة حول تلك المدينة الشمالية.
– إذا صمدت الهدنة ابتداء من يوم الاثنين، فسوف تبدأ روسيا والولايات المتحدة سبعة أيام من العمل التحضيري لإقامة “مركز تنفيذ مشترك” لتبادل المعلومات؛ لتمييز الأراضي التي تسيطر عليها جبهة النصرة عن المناطق الخاضعة لسيطرة جماعات المعارضة.
وعلق كيري بأن استهداف تلك المجموعة لا يُعد “تنازلا لأي طرف”، وإنما هو في “مصلحة الولايات المتحدة فحسب،” مستشهدا بأن المجموعة خططت لشن هجمات داخل وخارج سوريا على حد سواء، بما في ذلك تلك التي تستهدف الولايات المتحدة.
من جهته حض مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا السبت المعارضة السورية على قبول اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي الرسالة إلى فصائل المعارضة السورية المسلحة، رأى المبعوث مايكل راتني أن اتفاق الهدنة “أفضل وسيلة لدينا لإنقاذ الأرواح”.
ومما جاء في الرسالة: “نعتقد أن هذه الهدنة لديها الإمكانية لأن تكون أكثر فاعلية من سابقتها، وذلك لأن لديها القدرة على وقف الضربات الجوية السورية ضد المدنيين السوريين وقوات المعارضة”.
وأضاف: “والشيء الأكثر أهمية، هو أننا نود الحصول على تأكيد منكم أنكم مستعدون للالتزام بهذا الاتفاق”.
وورد أيضا في الرسالة أن الخطة لهذه الهدنة أن تستمر لفترة أولية مدتها 48 ساعة.
وأضاف راتني “وبعد ذلك، إذا استمرت بالصمود بما يحقق رضا الولايات المتحدة وروسيا، سيتم تمديدها إلى فترة يتم الاتفاق عليها، ويمكن أن تكون إلى أجل غير محدد”.
وتابع أن “أي انتهاكات للهدنة سيتم التعامل معها وفقا لاتفاق الهدنة الأصلي”، الذي تم التوصل إليه في شباط/فبراير.
وكان اتفاق الهدنة في حينها الذي تم التوصل إليه بوساطة من موسكو وواشنطن، ساهم في تراجع أعمال العنف في سوريا لكنه لم يصمد.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أنها “لم تتسلم أي نص رسمي عن الاتفاق، وفي حال استلامه ستجري الهيئة دراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه”.
عربي 21