كثيرٌ منا يجد ازدياداً في حالات الغضب والتوتر والانفعال المبالغ فيه في فترات الصوم نهار رمضان، وقد تؤدي تلك الحالات لاندلاع مشاكل كبيرة أغلبها ضمن العائلة، خاصةً في الأيام الأولى لشهر رمضان، وفي فترات ما بعد العصر حتى الإفطار.
ومن أسباب تلك العصبية الزائدة في شهر رمضان بحسب ما تحدث الطبيب “علي الخالد” للمركز الصحفي السوري، أن أولها الانقطاع المفاجئ عن التدخين بالنسبة للمدخنين، حيث يتعرض أولئك المدخنون لما يسمى “أعراض انسحاب النيكوتين” مما يشعرهم بالاكتئاب والتوتر والعصبية، ولحل تلك المشكلة يتوجب على المدخن التخفيف من شرب السجائر قبل شهر رمضان، ومحاولة الإقلاع عنه تماماً.
والسبب الآخر “نقص السوائل في الجسم” ويؤثر نقصها على أعضاء الجسم خاصةً الدماغ، فيشعر الصائم بالتعب وعدم القدرة على التركيز والعصبية، ولتداركها يتوجب على الصائم شرب كميات كبيرة من السوائل فترة الإفطار.
ومن أهم أسباب الغضب عند الصائمين “نقص مستوى الغلوكوز في الدم” فانخفاض سكر الدم يؤدي إلى ازدياد الحالات العصبية والتوتر عند الصائمين، بالإضافة لسوء حالته النفسية، وعليه يجب على الصائم الامتناع عن تناول السكريات في وجبة السحور لتجنب تعرضه لهبوط السكر المفاجئ، ويعوض ذلك بشرب العصائر وتناول الفاكهة لتعويض نقص السكر.
ليس انسحاب النيكوتين وحده من يترك آثاراً سلبية عند المدخنين، بل “انسحاب الكافيين من الدم” يعرض من اعتاد على شرب المواد الغنية فيها لاضطرابات مزاجية حادة والشعور بالعصبية والانفعال، وعليه يتوجب على الصائم التخفيف من تلك المشروبات قبل شهر رمضان، واستبدالها بالمشروبات العشبية المهدئة.
أخيراً ذكر الخالد أن “الاضطرابات في العادات اليومية” من النوم في أوقات متأخرة والاستيقاظ للسحور ثم النوم والاستيقاظ للعمل أو الدوام، يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم فيصبح المرء أكثر عرضة للشعور بالعصبية، لذلك يجب تجنب السهر لوقت متأخر والنوم مبكراً للحصول على قسط كافي من الراحة.
ما علاقة سرعة الغضب بالصيام؟
يشير العلماء والباحثين منهم عالم النفس البروفيسور “ماثيو جيليوت” أن هناك علاقة وثيقة تربط بين ضبط النفس ومستوى الجلوكوز في الدم، فإن سكر الدم هو المصدر الأساسي للطاقة في عمليات بناء الخلايا، وبانخفاض كميات السكر في الدم لأسباب منها الصيام، تقل قدرة المرء على ضبط نفسه، وتزيد حالات انفعاله العصبية.
ولذلك شدد الإسلام على ضرورة التحلي بالحلم والصبر والأخلاق الحميدة في شهر رمضان، بل جعلها شرطاً لقبول الصيام واكتمال أجر الصائم بسلامته الأخلاقية، ومن الأحاديث النبوية في ذلك قول النبي الكريم “وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم”.
وقد كتب الله الصيام على المسلمين لأسباب عديدة منها تحقيق تقوى الله في النفوس، وتحقيق وحدة الأمة الاسلامية، بالإضافة لتعويد النفس على البذل والعطاء ليستشعر الصائم حاجات الفقراء والمساكين، واخيراً استشعار نعمة الهداية إلى دين الإسلام.
تقرير خبري/ إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع