صالح القلاب – الرأي الاردنية
إنها عادة حميدة ألَّا يتحدث الأردن عمَّا دأب على تقديمه لأشقائه العرب لكن المفترض ألَّا يصل هذا التواضع إلى حد التعتيم على كل شيء وإلى حد أن الأردنيين قد يشعرون أن بلدهم مقصِّر تجاه هؤلاء الأشقاء إنْ على صعيد الدول وإنْ على صعيد الشعوب وأيضاً إنْ على صعيد الناس العاديين الذين أجبرتهم ظروف بلدانهم إلى اللجوء إلينا والعيش بيننا ومعنا على الرحب والسعة على الرغم من قلة إمكانياتنا وشح مواردنا .
منذ الأيام الأولى لانفجار الأزمة السورية, التي تحولت إلى مأساة فعلية يبدو أن نهايتها أصبحت بعيدة جداً, أوفد جلالة سيدنا رئيس ديوانه إلى دمشق برسالة مقتضبة ولكنها معبرة تقول للرئيس بشار الأسد كنصيحة خالصة لوجه الله أملتها التزامات الأردنيين تجاه أشقائهم أبناء الشعب السوري: ” إنَّ عليك يا فخامة الرئيس حتى تتجاوز هذه المحنة ألَّا تبتعد عن شعبك وأن تكون بينه باستمرار ومعه باستمرار وإنه من الضروري عدم الرد على العنف بالعنف “إلَّا إنَّ هذا لم تتم الاستجابة إليه فكان ما كان وأصبحت أوضاع هذا البلد العزيز على ما هي عليه الآن .
وبالطبع فإنَّ بعض ما هو معروف إن بالنسبة للأردنيين وإن بالنسبة للأشقاء العراقيين أن الأردن ازداد اقترابا من العراق بعد غزو عام 2003 وإنه حرص على الإبقاء على سفارته في بغداد حتى اللحظة الأخيرة ولم يحاول التفكير في إغلاق أبوابها ولو مؤقتاً إلَّا بعد ما استهدفها بالقنابل والمتفجرات الذين أرادوا إبعاد بلاد الرافدين عن أمتها العربية وإبعاد الشعب العراقي عن أشقائه .
لقد بقي المستشفى الذي أقامته قواتنا المسلحة – الجيش العربي يعمل في العراق حتى اللحظة الأخيرة والمعروف أن الأردن بادر إلى إرسال مثل هذا المستشفى إلى غزة في ذروة محنتها وهو لا يزال باقياً ومستمراً منذ سنوات طويلة رغم الظروف الصعبة التي يعيشها “القطاع” المحاصر ورغم الحروب الظالمة المدمرة التي شنتها إسرائيل على هذا القطاع وألحقت به وبأهله خسائر فادحة .
نحن لا “نتبجج” ولا “نَمنُّ” على أحد وبخاصة على الأشقاء ولكن ألمْ يقف هذا البلد رغم إمكانياته المتواضعة ورغم أنه أثار غضب حتى بعض الدول العربية إلى جانب كل دول الخليج العربي الشقيقة ويقدم لها المساندة العسكرية التي وصلت بالنسبة لبعضها إلى القتال ضد من يستهدفونها وإلى حدَّ أن دماء شهدائنا من الضباط والجنود قد اختلطت بالتراب العربي العزيز علينا جداً في بعض هذه الدول .. “والجود بالنفس أقصى غاية الجود” .
إنه فيض من غيض وإنها سلسلة طويلة .. فقواتنا ذهبت إلى لبنان وإلى سوريا في حرب 1973 وإلى العراق ونحن شعب ودولة وقفنا إلى جانب الجزائر العظيمة وشعبها المكافح العظيم رغم شح الإمكانيات وقلة الحيلة ونحن بقينا في قلب القضية الفلسطينية ولعل مالا يعرفه البعض حتى من أبناء الشعب الأردني أنَّ أكبر الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في أرواح جنودها عام 1948 كانت على الجبهة الأردنية .
إننا نعمل بصمت وقد بقينا نعمل بصمت في السابق وكما هو الآن ولعل ما يجب قوله هو أنَّ وقفة الأردن وقفة جلالة سيدنا إلى جانب مصر التي كانت ولا تزال صادقة وأخوية وهي وقفة اتخذت أشكالاً متعددة من بينها الضغط على الإدارة الأميركية لتغيير موقفها من التغيرات الإستراتيجية التي حققها الشعب المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وإلى حدِّ وصول الأمور إلى الإفراج عن الأسلحة والطائرات الحربية في خطوة واشنطن الأخيرة .
منذ الأيام الأولى لانفجار الأزمة السورية, التي تحولت إلى مأساة فعلية يبدو أن نهايتها أصبحت بعيدة جداً, أوفد جلالة سيدنا رئيس ديوانه إلى دمشق برسالة مقتضبة ولكنها معبرة تقول للرئيس بشار الأسد كنصيحة خالصة لوجه الله أملتها التزامات الأردنيين تجاه أشقائهم أبناء الشعب السوري: ” إنَّ عليك يا فخامة الرئيس حتى تتجاوز هذه المحنة ألَّا تبتعد عن شعبك وأن تكون بينه باستمرار ومعه باستمرار وإنه من الضروري عدم الرد على العنف بالعنف “إلَّا إنَّ هذا لم تتم الاستجابة إليه فكان ما كان وأصبحت أوضاع هذا البلد العزيز على ما هي عليه الآن .
وبالطبع فإنَّ بعض ما هو معروف إن بالنسبة للأردنيين وإن بالنسبة للأشقاء العراقيين أن الأردن ازداد اقترابا من العراق بعد غزو عام 2003 وإنه حرص على الإبقاء على سفارته في بغداد حتى اللحظة الأخيرة ولم يحاول التفكير في إغلاق أبوابها ولو مؤقتاً إلَّا بعد ما استهدفها بالقنابل والمتفجرات الذين أرادوا إبعاد بلاد الرافدين عن أمتها العربية وإبعاد الشعب العراقي عن أشقائه .
لقد بقي المستشفى الذي أقامته قواتنا المسلحة – الجيش العربي يعمل في العراق حتى اللحظة الأخيرة والمعروف أن الأردن بادر إلى إرسال مثل هذا المستشفى إلى غزة في ذروة محنتها وهو لا يزال باقياً ومستمراً منذ سنوات طويلة رغم الظروف الصعبة التي يعيشها “القطاع” المحاصر ورغم الحروب الظالمة المدمرة التي شنتها إسرائيل على هذا القطاع وألحقت به وبأهله خسائر فادحة .
نحن لا “نتبجج” ولا “نَمنُّ” على أحد وبخاصة على الأشقاء ولكن ألمْ يقف هذا البلد رغم إمكانياته المتواضعة ورغم أنه أثار غضب حتى بعض الدول العربية إلى جانب كل دول الخليج العربي الشقيقة ويقدم لها المساندة العسكرية التي وصلت بالنسبة لبعضها إلى القتال ضد من يستهدفونها وإلى حدَّ أن دماء شهدائنا من الضباط والجنود قد اختلطت بالتراب العربي العزيز علينا جداً في بعض هذه الدول .. “والجود بالنفس أقصى غاية الجود” .
إنه فيض من غيض وإنها سلسلة طويلة .. فقواتنا ذهبت إلى لبنان وإلى سوريا في حرب 1973 وإلى العراق ونحن شعب ودولة وقفنا إلى جانب الجزائر العظيمة وشعبها المكافح العظيم رغم شح الإمكانيات وقلة الحيلة ونحن بقينا في قلب القضية الفلسطينية ولعل مالا يعرفه البعض حتى من أبناء الشعب الأردني أنَّ أكبر الخسائر التي تكبدتها إسرائيل في أرواح جنودها عام 1948 كانت على الجبهة الأردنية .
إننا نعمل بصمت وقد بقينا نعمل بصمت في السابق وكما هو الآن ولعل ما يجب قوله هو أنَّ وقفة الأردن وقفة جلالة سيدنا إلى جانب مصر التي كانت ولا تزال صادقة وأخوية وهي وقفة اتخذت أشكالاً متعددة من بينها الضغط على الإدارة الأميركية لتغيير موقفها من التغيرات الإستراتيجية التي حققها الشعب المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وإلى حدِّ وصول الأمور إلى الإفراج عن الأسلحة والطائرات الحربية في خطوة واشنطن الأخيرة .