نشر موقع “دمشق الآن” الموالي للنظام السوري تحليلاً عسكرياً يفند فيه المعركة التي جرت في إدلب والتي انتهت بسيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المدينة بشكل كامل وانسحاب النظام منها، ولم يعترف الأخير بحقيقة ما جرى حيث وصف الهزيمة أنها “إعادة تجميع للقوات” وهو مصطلح عسكري يستخدم عالمياً في حالات الحروب والقتال.
كاتب التحليل العسكري الذي نشرته “دمشق الآن” هو ضابط سابق يدعى “عمر معربوني” خريج الأكاديمية العسكرية السوفييتية كما عرّفته، حيث قال “إن ما جرى في إدلب هو كمين استراتيجي بامتياز نصبه الجيش السوري ضد فصائل المعارضة”، مؤكداً بنقس الوقت ما يتداوله إعلام النظام في كل معركة يخسرها أن المنطقة غير مهمة استراتيجياً حيث قال “على عكس الكثيرين الذين يعتبرون إدلب مفتاح السيطرة على الريف الشمالي لمدينة اللاذقية فإن إدلب بحد ذاتها هي مدينة صغيرة وتقع في منطقة جغرافية منبسطة الى حد كبير ولا تشكّل في البعد الإستراتيجي عامل قوّة او ضعف انطلاقاً من ابعاد المعركة الحالية وتوزّع القوى على الجغرافيا”.
تصريحات وتحليلات الضابط العسكري، عن إدلب وأهميتها الاستراتيجية كانت مختلفة قبل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها، حيث نشر أيضاً موضوعاً متكاملاً على موقع الكتروني تابع للنظام يقول أن عملية السيطرة على إدلب تهدد اللاذقية والتي تشكل القاعدة الخلفية التي تؤمن لهذه الجبهات الدعم اللوجستي والأمني والإقتصادي كونها تحتوي ميناءً كبيراً يشكل الشريان الأساسي لسورية إضافة الى رمزية المدينة السياسية”.
ففي كل منطقة يتم انسحاب النظام يخرج “معربوني” ليبرر ويحلل سبب الانسحاب وأن المنطقة عبارة عن فخ نصبه الجيش السوري للمسلحين وهذا الكلام تكرر للكاتب في أكثر من مناسبة في الرقة ودير الزور ودرعا.
وبالنظر إلى تعليقات مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي “المؤيدين” ومدى تصديقهم لهذا الواقع الجديد والتحليلات، وجِد أن غالبية المعلقين لم يقتنعوا بالكلام بل اعتبروه استخفافاً بالعقول.
يقول “أسامة عيسى” تعليقاً على كلمة كمين استراتيجي ساخراً “التكتيكات الناجحة بمطار الطبقة و الفرقة 17 كان كمين للمسلحين استشهد فيها اكتر من2500عسكري من الجيش”.
فيما يقول “سمير” متهكماً “الرقة مثال لإعادة التجميع والتحضير للهجموم!”، مضيفاً أن ” تبرير الهزيمة هو هزيمة بحد ذاته، يا ابن الحلال كإنك لا تسمع الأخبار ،،،أصبحت ادلب مدينة تتمتع بحكم ذاتي وستكون نموذجاً لكافة المدن والمحافظات السورية في كيفية ادارة المدن المحررة”. محمد اكتفى بمقولة “ما شاء الله عليكن تحليلات اشبه بالخيالات”.
تعليقات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أثبتت أن حتى المؤيدين للنظام في سوريا لم يعودوا يقتنعوا برواياته التي تتكرر عبر شخصيات تابعة له بقول أن هذه المنطقة ليست استراتيجية وهذه سننفذ فيها كمين، فما حدث بمحافظة الرقة والشيخ مسكين بدرعا ووادي الضيف في إدلب حملت نفس الروايات فمن الطبيعي مهما نشر إعلام النظام عن خطط وتكتيكات عسكرية لن تلقى صدى في أوساطه المؤيدة وذلك وفقاً لمتابعة هذه الصفحات ومستخدميها.
المصدر:ساس نيوز