جاء ذلك في تصريح صبرا لحلقة (21/12/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” التي سلطت الضوء على الخروقات الروسية المتواترة لهدنة وقعها حليفها النظام السوري مع المعارضة في سبتمبر/أيلول الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة، شملت بعض المناطق (كفريا والفوعة والزبداني).
صبرا أوضح أن الهدن هي إستراتيجية روسية، حيث كانت موسكو ترغب في إبرامها في مدن وقرى صغيرة ثم توسيعها لتشمل سوريا بأكملها، لكن الروس اكتشفوا -بحسب المتحدث- فشل هذه الهدن، ولذلك يخرقونها الآن، كما أن النظام السوري نفسه لم يحترمها.
وبحسب الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، فقد تسبب القصف الروسي لإدلب الاثنين في سقوط قتلى وجرحى، ويوم الأحد الماضي قتل 50 شخصا وجرح أكثر من 170.
وقال إن النظام الروسي يقتل السوريين بشكل “همجي”، وإن التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أكد أن الروس استخدموا أكثر من 20 مرة القنابل العنقودية، مما يشكل خرقا للقوانين الدولية.
وشدد على أن هذا النظام يمارس الكذب على الشعب السوري وعلى المجتمع الدولي وحتى على شعبه، “فهو يزعم أنه لا يدافع عن أشخاص، لكنه يرسل أساطيل ويخترق السيادة السورية من أجل حماية حليفه بشار الأسد”.
واتهم صبرا موسكو بالكذب وبأنها تسعى إلى إحكام سيطرتها على سوريا وإرادتها سياسيا بعدما أحكمتها عسكريا، وقال إن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير هو “رؤية روسية” للحل السياسي في سوريا، مشددا على أن هذا الحل يحتاج إلى ضمانات دولية من الروس والإيرانيين والنظام السوري.
موقف روسي
في الجانب الروسي، أقر أندريه فيودوروف النائب السابق لوزير الخارجية الروسي بوقوع خسائر في صفوف المدنيين جراء القصف الروسي لإدلب، وبرر ذلك بكونتنظيم الدولة الإسلامية “لا يتحرك في المجال المفتوح وإنما وسط المدنيين في المدن”.
وقال إن معلومات قدمت للجيش الروسي تفيد بوجود تنظيم الدولة داخل إدلب، وهي المعلومة التي فندها صبرا جملة وتفصيلا، مؤكدا أن الجيش السوريالحر هو من طرد هذا التنظيم من المدينة منذ مدة.
ومع إشارته إلى أن “الجيش السوري يتم استخدامه أحيانا ضد المعارضة السورية”، أوضح فيودوروف أن مهمة الجيش الروسي هي مساعدة نظيره السوري على تحرير الأراضي من قبضة تنظيم الدولة، لكنه كشف عن رغبة بلاده في التعاون مع الجيش الحر.
واستبعد المسؤول الروسي السابق أن تكون الهدنة في سوريا قد انتهت، كما أشار إلى أن إمكانية التسوية السياسية ما زالت قائمة، لكنه أوضح أن لروسيا رغبة في بقاء الأسد لمدة معينة في السلطة، لأن ذهابه يفتح الباب أمام النموذج الليبي في سوريا.
من برنامج ما وراء الخبر ـ قناة الجزيرة