دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت 18 فبراير/شباط 2017 إلى قيام نظام عالمي جديد أسماه نظام “ما بعد الغرب”، مقترحاً في الآن نفسه على واشنطن إقامة علاقة “براغماتية” و”احترام”.
وأوضح خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ “على القادة المسؤولين أن يحددوا خيارهم. وآمل أن يكون هذا الخيار هو نظام عالمي ديمقراطي وعادل. وإذا أردتم أطلقوا عليه (نظام ما بعد الغرب)”.
مؤسسة للحرب الباردة
ووصف لافروف حلف شمال الأطلسي بأنه “مؤسسة للحرب الباردة” أدى توسيعها إلى توتر لم يسبق له مثيل في أوروبا خلال السنوات الثلاثين الماضية.
وأضاف “روسيا لا تبحث عن النزاعات مع أحد، لكنها قادرة على حماية نفسها على الدوام. هدفنا المطلق يتمثل في حماية مصالحنا عبر الحوار والتوافق القائم على النفع المشترك. بلادنا تريد علاقات براغماتية تقوم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، والتوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ضربٌ من الشذوذ”.
وأضاف: “موسكو ترفض اتهامها بمحاولة نسف النظام الليبرالي العالمي، والحروب كما يقال تندلع في العقول لتخمد فيها حسب المنطق، إلا أنه واستناداً إلى التصريحات الصادرة عن بعض الساسة الأوروبيين والأميركيين، وتلك التي سمعناها يوم أمس وفي مستهل مؤتمرنا هذا، فإن الحرب الباردة لم تنته بعد.
روسيا والحرب الباردة
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ن محاولات تطبيع العلاقات مع روسيا بعد الحرب الباردة لم تنجح بشكل كامل.
وقالت: “لا يوجد لدينا حتى الآن نظام دولي واضح، ولا توجد حتى الآن علاقات مستقرة مع روسيا”.
ونوهت بأنها ستعمل وتبذل الجهود من أجل إقامة علاقات جيدة مع الاتحاد الروسي على الرغم من وجود خلافات في الآراء حول العديد من القضايا.
وقالت: “لم نتمكن خلال السنوات الـ25 الفائتة من إقامة علاقات مستقرة مع روسيا، ولكن روسيا جارة لنا وتقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي”.
وتطرقت المستشارة الألمانية إلى العلاقة بين روسيا والناتو وأعلنت أنه يجب المحافظة على سريان عمل الوثيقة الأساسية للعلاقة بين روسيا والناتو وقالت: “لا يجوز التخلي عن هذه الوثيقة على الرغم من الفترة الصعبة التي تمر بها العلاقة بين الجانبين. وهذا يعني بالنسبة لي مواصلة تنفيذ بنود هذه الوثيقة. وهنا مصالحنا متشابهة ويجب أن نتعاون على العمل في هذا الاتجاه”.
“معاً ضد الإرهاب”
وفي مجال حديثها عن مكافحة الإرهاب ذكرت ميركل أنه توجد لدى الغرب وروسيا مصالح مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب وقالت: “لدى الغرب وروسيا مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب. بالنسبة لي من المهم الاستمرار في تنفيذ الوثيقة الأساسية للتعاون بين روسيا والناتو ومواصلة العمل في مجلس “روسيا – الناتو” والاستمرار في العمل المشترك في مواجهة الجماعات الإرهابية هنا توجد لدينا مصالح متشابهة ونستطيع العمل معاً في هذه المسألة” وأضافت أن الإسلام ليس مصدراً للإرهاب داعية الدول الإسلامية للانخراط في مكافحته.
ويشارك في المؤتمر، الذي تستمر فعالياته حتى الـ 19 من الشهر الجاري، إلى جانب ميركل، نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، والعديد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع.
ويعد مؤتمر ميونيخ حول قضايا الأمن منتدى دولياً مهماً، حيث يجمع الكثير من المسؤولين والدبلوماسيين والعسكريين رفيعي المستوى من أجل البحث وتبادل الرؤى في القضايا السياسية والأمنية التي تشكل محور اهتمام دول العالم أجمع بهدف التوصل إلى السبل الكفيلة والآليات الضامنة لإرساء السلام في مختلف أنحاء العالم بما يعود بالنفع على جميع الدول ويسهم في التغلب على التحديات التي تواجهها.
المصدر:هافينغتون بوست عربي