رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الرئيسان التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين”، إلا أن الحشود العسكرية التركية ما زالت تدخل محافظة ادلب السورية، ونوّعت تركيا من قدراتها العسكرية التي أدخلتها إلى المحافظة بما يتناسب مع نوع وطبيعة المعركة القادمة بحال فشل اتفاق وقف إطلاق النار وتجددت المعارك في إدلب.
وبحسب مصادر تركية خاصة لأورينت نت فإن وزارة الدفاع التركية أرسلت إلى محافظة إدلب أكثر من 15 ألف جنديّ وما يزيد عن 4000 قطعة عسكرية توزّعت بين المدفعية وناقلات الجند والإشارة، ومع ذلك ما زالت القوات التركية تحشد قدراتها العسكرية كالعتاد المتطور والعنصر البشري المتدرب لمعركة إدلب المستقبلية، ووفق المصادر سيكون هناك قدرات عسكرية جديدة أكثر تطوراً وكفاءة قيد الاستخدام بحال تجددت المعارك.
مدفعية متطورة
وعن أهم القدرات العسكرية التركية الجديدة التي ستدخل إدلب، يقول الخبير العسكري العقيد زهير الشيخ لأورينت نت، “رغم أن القوات التركية التي دخلت إلى محافظة إدلب وتوزعت على عدة نقاط كان يغلب عليها عتاد المدفعية، إلا أن تركيا لديها القدرة العالية بتصنيع وإنتاج نسخ متطورة جداً من هذا العتاد ولذلك لم تُرسل كافة أسلحتها المتطورة”.
وتابع الشيخ “بادئ الأمر أرسلت تركيا عربات مدفعية من نوع “كوبرا” وأخرى من نوع “كيربي”، ثم أرسلت مؤخراً عربات من نوع “فوران” بالإضافة لمدرعات “AKINCI ZMA” مع بعض المدفعية المجنزرة المعروفة باسم العاصفة وهي من نوع “T-155” وراجمات الصواريخ من نوع “صقاريا 122″ التي استخدمت بكثرة خلال معارك إدلب الأخيرة”.
وأضاف الشيخ إلى أن “تركيا ستزيد من ترسانتها المدفعية بإدلب بحال تجددت المعارك، لذلك من المتوقع إرسال كميات كبيرة من أحدث الدبابات التركية المتطورة والمعروفة باسم “ALTAY” ودبابات من نوع “فرتينا”، بالإضافة لمدافع هاوتزر 155 ومدافع يافوز المتطورة، ومدرعة “أرما” البرمائية المتطورة”.
سلاح صاروخي
وأما عن السلاح الصاروخي المتوقع استخدامه في معارك إدلب القادمة بحال تجددت، يقول الباحث والخبير بالشؤون التركية أدهم النايف لأورينت نت “شركات التصنيع التركية اهتمّت بتطوير عدة أنواع من السلاح الصاروخي، وبعضها تم استخدامه بمعارك إدلب ونبع السلام والبعض الآخر لم يُزجّ به حتى اللحظة، ولكن بحسب التطور الميداني في إدلب سيتم الزجّ بقدرات صاروخية تركية جديدة”.
وأوضح النايف أهم القدرات الصاروخية التي حشدتها تركيا لمعركة إدلب بقوله، “أرسلت تركيا إلى الحدود الجنوبية صواريخ من نوع “TR-300” وهي منظومة صواريخ محلية الصنع يصل مداها لما يقارب 100 كم ستكون جاهزة للاستخدام في معارك إدلب، بالإضافة لوجود عدة منظومات صواريخ من نوع “T-300″، وكذلك منظومات صواريخ “كيسرجا” عالية الدقة والتي مداها 100 كم وعيارها 320 مم”.
وأشار النايف إلى إمكانية استخدام أسلحة صاروخية مختلفة الاستخدام كالأسلحة المضادة للدروع والمضادة للطيران، وبيّنها بقوله “جرّبت تركيا استخدام صاروخ “جافيلين” المضاد للدروع في إحدى معارك إدلب، ويُعتبر هذا الصاروخ من أحدث الصواريخ المضادة للدروع في العالم وهو أمريكي الصنع ولكنه من تطوير تركي، وسيتم استخدامه مجدداً وبكثافة في معارك إدلب القادمة، عدا عن ذلك هناك مدرعات تحمل صواريخ مضادة للطيران من نوع “كوركوت” من الممكن استخدامها أيضاً، وربما الأهم هو وجود نظام الدفاع الجوي “أتيلغان ATILGAN” بالقرب من الحدود السورية أو داخل محافظة إدلب”.
القدرات الجوية والإشارة
فيما رأى العقيد الطيار خالد الحمادي أن السلاح الجوي التركي كان متميزاً بمعارك إدلب الأخيرة، ولهذا اعتبر الحمادي أن تركيا ستقوّي من قدراتها الجوية والسطعيّة بإدلب في حال تجددت المعارك.
وقال الحمادي لأورينت نت “طائرة بيرقدار ذات التحكم عن بُعد أرعبت ميليشيا أسد لما ألحقت بهم من خسائر أثناء استطلاعها وتنفيذها لبعض الضربات الجوية بحقّهم، فكيف سيكون حال هذه الميليشيات لو علموا أن تركيا قادرة على إدخال طائرات أكثر تطوراً، ومن هذه الطائرات طائرة “أكسونجور” ذات القدرة على حمل صواريخ أكثر بخمسة أضعاف من طائرة بيرقدار ولها إمكانيات تعقّب وتوجيه أكثر تطوراً، وطائرات العنقاء وطائرات “ANKA” والتي تُعتبر جميعها من أحدث طائرات بدون طيار ذات الصنع التركي والمتطورة جداً”.
من جانبه، اعتبر العقيد حمادي أن نظام الإشارة والتشويش على الطيران وكل وسائل الاتصال والمعروف بمنظومة “كورال” هي من أهم الأسلحة التركية التي من المتوقع دخولها بمعارك إدلب القادمة، وذلك لحماية قطعها العسكرية المتواجدة بإدلب أولاً، وثانياً لتقديم الدعم الفعّال للقوات الحليفة كالجيش الوطني السوري على الأرض خلال المعارك، خاصةً أن أكثر ما يُعيق عمل الجيش الوطني والجيش التركي هو الطيران المعادي، بالإضافة لعملها كتشويش على وسائل اتصال العدو ومراقبتها، حسب كلام حمادي.
القدرات البشرية
رغم أن معارك إدلب ليست بحاجة للعنصر البشري إلا أن القوات التركية حشدت سابقاً آلاف الجنود الأتراك وجميعهم من قوات الكوماندوس التركي، ولكن وبحسب العقيد زهير الشيخ فإن تركيا ستركّز على حشد “القوات الخاصة” التركية الأكثر تدريباً داخل إدلب، خاصة بعد خسارة تركيا لعشرات الجنود سابقاً.
ويُضيف الشيخ لأورينت نت “ربما لن يكون للقوات الخاصة أي دور قتالي في معارك إدلب، وإنما دورهم سيكون إشراف ومتابعة لسير العمليات العسكرية من جهة، وحماية نقاطها وجنودها من جهة أخرى، وكذلك الإشراف على التعهدات التركية فيما يخص التزاماتها المستقبلية”.
عمر حاج أحمد / نقلا عن أورينت