شهدت مدينة صلخد جنوب السويداء، خلال اليومين الفائتين، اشتباكات أسفرت عن قتلى بين مجموعتين محلّيتين مسلّحتين، عقب إطلاق حملة أمنية في المدينة أطلقتها إحدى المجموعتين التي يدعمها نظام الأسد.
وقال مصدر خاص مِن السويداء لـ موقع تلفزيون سوريا إن مسلّحين يتبعون لـ فصيل “مهران عبيد” يتزّعمهم “ناصر السعدي” نصبوا كميناً لـ سيارة تقلّ قيادات وعناصر مِن فصيل “قوات شيخ الكرامة” على طريق السويداء – صلخد، ما أدّى إلى مقتل 3 أشخاص كانوا بداخلها، وأحرقوا جثة أحدهم.
والأشخاص الذين كانوا بالسيارة هم “سامح أبو منصور وشقيقه عبد الله أبو منصور، وثائر ناصيف، ورأفت بالي”، حيث تعرّضت السيارة لإطلاق نار كثيف أثناء مرورها من أمام منزل “ناصر السعدي”، ونجا منهم رأفت بالي، الذي أطلق النار على “السعدي” وأصابه.
وأضاف المصدر، أن هذا الكمين جاء بعد يوم مِن تصريح لـ “مهران عبيد” على إذاعة “شام إف إم” الموالية حول استهداف منزله في السويداء بقذيفة “RPG”، وبعدها دخلت عناصر مِن الأمن العسكري وميليشيا “حزب الله” برفقة ميليشيا “عبيد” وسيطرت على مدينة صلخد.
وتابع المصدر “أنهم اعتقلوا 4 مِن قادة وعناصر قوات شيخ الكرامة، بينما استطاع بعضهم الهرب لاحقاً مع أسلحتهم وعتادهم ومِن بينهم القيادي (نورس العيد)، الذي أحرقت الميليشيا منزله في صلخد عبر استهدافه بقذيفة RPG”.
وحسب – شبكة السويداء 24 -، فإن المهاجمين اقتحموا منزل “العيد” قبل حرقه، وعثروا فيه على أسلحة وذخائر، إضافة إلى “وثائق شخصية وجوازات سفر، لأشخاص يرجّح أنهم كانوا مخطوفين في أوقات سابقة”، بينما يبدو إشارة لـ تحميل “قوات شيخ الكرامة” مسؤولية عمليات الخطف في السويداء.
وبالهجوم على مدينة صلخد – وفق المصدر – يكون فصيل “مهران عبيد” قد “مهّد الطريق أمام الميليشيات الإيرانية والأمن العسكري لـ نظام الأسد بالسيطرة على مدينة مهمّة في محافظة السويداء”، وسط مخاوف ناشطي المدينة مِن ملاحقتهم لـ مواقفهم السياسية تجاه النظام، فضلاً عن فتح ملف الخدمة الإلزامية.
اشتباكات متكررة بين الفصيلين في صلخد
وكانت “قوات شيخ الكرامة” – التي انشقّت عن حركة رجال الكرامة عام 2017 – تسيطر على مدينة صلخد بقيادة “وسام العيد”، وعمِلت لـ فترة طويلة على حظر تجوّل عناصر “أمن النظام” في المدينة، واستعادت العديد مِن منازل الناشطين المعارضين.
وفي العام الفائت، اغتيل “وسام العيد” على يد أحد عناصره الذين أغراهم – وفق المصدر – أحد تجّار المخدرات وعميل “حزب الله” في السويداء المدعو “أبو ياسين”، الذي قتلته “قوات شيخ الكرامة” فيما بعد.
وبالنسبة لـ فصيل “مهران عبيد”، فإن الأخير كان قائداً لـ”بيرق الفهد” في حركة رجال الكرامة عند تأسيسها، إلّا أن الحركة أصدرت بياناً بإبعاده عنها نتيجة تعامله مع “أمن النظام”، فضلاً عن تورّطه معهم بعمليات خطف وسلب.
ويتبع لـ فصيل “مهران عبيد” مجموعة مسلّحة في مدينة صلخد يترأسها “ناصر فيصل السعدي”، الذي ينحدر مِن صلخد ويقيم في مدينة السويداء، ويرتبط بالأجهزة الأمنية التابعة لـ نظام الأسد، في حين تُعتبر قوات “شيخ الكرامة” مِن التشكيلات التي تقف في وجه النظام، إلّا أنها – حسب المصدر – ارتكبت العديد مِن التجاوزات أيضاً المتمثّلة بالخطف والتهريب.
يشار إلى أن الخلافات بين الفصيلين تتكرر بين الحين والآخر، حيث كانت قوات “شيخ الكرامة” على عداء مع أجهزة “مخابرات النظام”، وتطول أفرادها اتهامات بالمسؤولية عن عمليات خطف، كما سبق أن تمّ تسريب تسجيلات تدينهم سابقاً – ما أدّى إلى فقدان حاضنته الشعبية حسب مصادر محلية -، بينما يطول الفصيل الآخر الذي يتزعمه “ناصر السعدي” اتهامات بالارتباط بأجهزة المخابرات، والإشراف على تهريب المخدرات في المنطقة.
وتعاني مدينة صلخد مِن حالة فلتان أمنّي، منذ أشهر، حالها حال العديد مِن مناطق محافظة السويداء، نتيجة تغييب القانون، فيما تشير “السويداء 24″ إلى أن الأحداث الأخيرة في صلخد تأتي خارج إطار القانون وحتى العرف العشائري، معتبرةً أن الجهات الأمنية التابعة لـ”النظام” طرفاً في تلك الأحداث، محذّرةً مِن أن استمرارها قد تؤدي إلى اقتتالات عائلية في المدينة.
نقلا عن: تلفزيون سوريا