أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يوم الجمعة المنصرم، عن اكتشاف حقل يضم 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، معربا عن أمله في البدء بتوزيع الغاز خلال عام 2023.
ما الذي سيغيّره اكتشاف الغاز الطبيعي بالنسبة إلى تركيا؟
“كمال أوزتورك” الكاتب والإعلامي التركي ذهب في مقابلة أجراها مع قناة “خبر ترك” إلى أنّ الغاز المكتشف سيغطّي احتياج بلاده من الغاز لـ 6 سنوات، وأنّ تركيا بذلك ستوفر ما يقارب 15 مليار دولار سنويا، كانت تضطر لدفعه إلى الخارج في سبيل استيراد الغاز الطبيعي.
وأضاف أوزتورغ، بأنّ اكتشاف الغاز الطبيعي يجلب معه الأمل في اكتشاف حقول البترول أيضا، ذلك لأن الغاز الطبيعي والبترول قريبان من بعضهما.
ولفت أوزتورغ إلى أنّ اكتشاف هذا الكم الكبير من احتياط الغاز الطبيعي، وعلى هذا العمق الكبير، يحتاج عادة إلى سنوات طويلة من أجل تحويله إلى غاز قابل للاستخدام في المنازل، مضيفا: “إعلان الرئيس أردوغان عام 2023 كموعد لبدء توزيع الغاز أمر في غاية الجدية والأهمية، وكذلك مبشر ومفرح في الوقت نفسه”.
الأمر لا يتوقف عند اكتشاف الغاز
وأردف في الإطار نفسه بأنّ بدء توزيع الغاز خلال عام 2023 أمر قد يبدو صعبا ولكنه ليس مستحيلا، مشيرا إلى أنّ الأمر لا يتوقف عند اكتشاف الغاز فقط، وإنما يتطلب جهدا كبيرا في استخراجه أيضا.
ومن جانبه “فاتح فورول أون فيريم” الباحث والأكاديمي التركي، أكّد خلال لقاء تلفزيوني على القناة نفسها، على أنّ القيمة الاقتصادية لاحتياطات الغاز المكتشفة في البحر الأسود قد تصل إلى 85 مليار دولار، ما يعني أنّها قد تتجاوز القيمة التي أعلن عنها وزير الطاقة التركي “فاتح دونماز” في وقت سابق والتي قال إنها تُقدّر بـ 65 مليار دولار.ولفت أون فيريم، إلى أنّ هذا الاكتشاف سيجلب معه اكتشافات أخرى جديدة من شأنها أن ترفع بتركيا إلى مستويات أعلى مما هي عليه.
” أونور أريم” الباحث والاستراتيجي، أعرب عن استغرابه من موقف المعارضة التركية حيال الإعلان عن اكتشاف الغاز الطبيعي، موضحا بأنّ موقفه لم يكن على المستوى القومي المتوقع.
وأردف في السياق نفسه: “إنّ هذا الاكتشاف جاد للغاية، في عام 1954 تم الإعلان عن اكتشاف -خلال مدة استغرقت 70 عاما- 17 مليون متر مكعب من الغاز، أما الآن تم الإعلان عن اكتشاف 320 مليار متر مكعب، الأمر الذي يلعب دورا في تحسين ورفع المعنويات أيضا بالنسبة إلى تركيا”.
ونوّه إلى أنّ تركيا أنفقت مبالغ كبيرة في شراء السفن التي نقّبت عن الغاز، وأن هذا الاكتشاف سيلعب دورا في سد هذه المبالغ الضخمة التي أنفقت، وأنّ البدء بتوزيع الغاز مع حلول عام 2023 سينعكس بشكل أو بآخر -وبطريقة مباشرة- على جيب المواطن، الذي لم يتوقف خلال السنوات الماضية عن الإعراب عن شكواه من الارتفاع الكبير في أسعار الغاز”.
نقلا عن اورينت نت