عمر حاج أحمد
وبالمقابل، أرسلت فصائل الثوار تعزيزاتها إلى الجبهات القريبة من مدينة حلب تحسباً لأي طارئ ومتوعدةً ميليشيا أسد بالرد القاسي لما لهذه المعركة من أهمية، حسب بعض المصادر العسكرية الخاصة لأورينت نت، وأضافت المصادر أن معركة حلب قد ينقلب فيها السحر على الساحر كونها مختلفة التكتيك والتضاريس عمّا جرى في ادلب وحماة.
مُلتقى الطرق الدولية
وتُعتبر مدينة حلب والمنطقة القريبة منها مُلتقى تقاطع الطرق الدولية المعروفة باسم M4 و M5 التي تربط الدول المجاورة ببعضها، وتصل شمال سوريا بجنوبها وغربها بشرقها، وكل ذلك عبر مدينة حلب وما حولها.
وبهذا السياق، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت، “روسيا نقلت المعركة من ادلب إلى حلب لتأمين الطرق الدولية وخاصة طريق عينتاب- عمّان، وهذا الطريق هو الأهم لأنه يصل دول الجوار ببعضها، فالغاية ليس وصل دمشق بحلب وإنما وصل العواصم المجاورة ببعضها، وهذا سيكون عبر السيطرة على المناطق القريبة من حلب، وتأمينه عبر الضامنين الروسي والتركي كوْن حلب عقدة الوصل لهذه الطرقات الدولية”.
وأكّد على ذلك الإعلامي ماجد عبد النور، والذي اعتبر خلال حديثه لأورينت نت أن “ميليشيا أسد ستعتمد عدة مراحل خلال معركة حلب، الأولى ضمان أمن مدينة حلب ثم السيطرة على أهم النقاط التي تضمن حماية الطرق الدولية التي تمرّ عبر المدينة، والمرحلة الأخيرة هي قضم منطقة جديدة ذات أهمية كبيرة، والسعي للحسم العسكري عبر السيطرة على أهم الطرقات والمناطق المحيطة بمدينة حلب”.
تضييق الخناق على المناطق المحررة
اتّبعت ميليشيا أسد المدعومة من قوات الاحتلال الروسي سياسة “قضم” المناطق الخارجة عن سيطرتها وبذلك سيطرت على العديد من المناطق، ولكن بالنسبة لريف حلب الغربي والجنوبي ستُساهم السيطرة عليه بتضييق عرض المناطق المحررة وقطع أهم الطرق الرئيسية والفرعية.
وبهذا الجانب، تحدّث الشرعي العام للجبهة الوطنية للتحرير الشيخ عمر حذيفة لأورينت نت قائلاً، “المعارك التي تشنّها ميليشيا أسد تعتمد على سياسة “القضم” حتى الانتهاء من المناطق الخارجة عن سيطرتها، ولذلك نقل نظام أسد ميليشياته من أغلب الجبهات إلى جبهة حلب لما لها من أهمية، فبسيطرته على خان العسل والراشدين وكفرناها ستساعده على اختصار الكثير من الوقت، وبالتالي تضييق مساحة المناطق المحررة والإشراف على أهم المناطق الشمالية للمناطق المحررة، ومع ذلك لم ولن ينال ما يُريد رغم شراسة المعارك الأخيرة”.
كما رأى الكاتب والباحث الاستراتيجي أحمد الرمح أن ميليشيات الأسد استغلّت التفاهمات الإقليمية ولعبت من خلالها فحشدت على حلب وأخرجتها خارج اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وتابع الرمح قائلاً لأورينت نت “تسعى ميليشيات الأسد لضمان أمن حلب وريفها بالكامل وبالتالي تضييق الخناق على باقي المناطق المحررة، وكذلك ضمان أهم الطرق والمناطق الأكثر تأثيراً وبالتالي تصدير أزماته الداخلية للأمام عبر صنع انتصار عسكري في حلب وإسكات من يُريد الخروج عليه ممن يُسيطر عليهم من المدنيين”.
معركة “حلب” مختلفة
يرى مراقبون أن معركة حلب ستكون مختلفة تماماً عن معارك حماة وادلب الأخيرة، كون ساحة هذه المعركة بالقرب من مدينة حلب ولأن الميليشيات الإيرانية تتواجد بكامل قوتها بالتشارك مع قوات الاحتلال الروسي.
واعتبر الاعلامي ماجد عبد النور أن، “سير المعارك في حلب ستكون مختلفة تماماً عن سير المعارك الأخيرة بادلب، فطبيعة المنطقة مختلفة عما هي عليه في ادلب، فميليشيا أسد ستكون مضطرة لاقتحام خان العسل وحي الراشدين وجمعية الزهراء وهي عبارة عن أحياء سكنية ومتلاصقة وقريبة جداً من مدينة حلب، ولذلك سيكون الصد فيها أنجع بكثير من المناطق السهلية بريف ادلب”.
وتوقّع عبد النور أن تنقلب الطاولة على ميليشيا أسد الطائفية خلال معركة حلب، وأضاف قائلاً “في حال كان هناك نيّة وقرار عند الفصائل، ستقلب معركة حلب الطاولة على ميليشيات أسد وستكون بمثابة “كبينة” ثانية، خاصة فيما إذا توفّر السلاح المضاد للدروع، وخدمتهم طبيعة واستراتيجية المعركة في حلب والضغط على المدينة”.
وأما الخبير العسكري المقدم أحمد العطار أشار إلى معطيات جديدة قد تجعل معركة حلب محرقةً لميليشيا أسد، وذلك خلال حديثه لأورينت نت قائلاً “هناك توافق تركي أمريكي حول ادلب وريف حلب وعدم سقوطه بيد ميليشيات الأسد وقوات الاحتلال الروسي، كما أن الخلاف الروسي التركي حول ليبيا سيجعل من تركيا تضع كل ثقلها في ادلب، وكل ذلك ليس شيئاً مقابل المنطقة الاستراتيجية التي ستجري عليها أحداث معركة حلب، كالتلال والاوتوسترادات والاحياء السكنية، والأهم قربها من مدينة حلب وجعلها ورقة ضغط عسكرية ودولية”
نقلاً عن أورينت