كثيرٌ من الأطفال في زمننا المعاصر يعانون مما تشهده عوائلهم من مشاكل أسريةٍ، فارتفاع نسب الطلاق والمشاكل الزوجية تحرم الطفل من العواطف المطلوبة والإحساس بالحنان والمحبة.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
تحدث المرشد التربوي “عمر أبو حويج” لمجلة “سيدتي” عن علامات الحرمان العاطفي للطفل، والتي تنعكس سلباً على طباعه و سلوكه، ومن أهم تلك العلامات هو “العدوانية”، فالطفل الذي يعاني حرماناً عاطفياً يميل سلوكه للعدوانية و ضرب الأطفال الآخرين و استفزازهم.
من الآثار السلبية أيضاً، “العصيان والتمرد” فيصبح الطفل غير مطيعٍ لمن حوله ومتقلب المزاج بشكلٍ ملحوظٍ، كذلك “تدني المعدل الدراسي” فتتأخر درجاته المدرسية نتيجة تشتت ذهنه وعدم إعطائه اهتماماً للمدرسة والدراسة.
كما يظهر على الطفل “التعلق بالآخرين” فالطفل عندما يجد عاطفةً عند جده أو جدته، يرغب بالبقاء باستمرارٍ عندهم، نتيجة إيجاده لعواطف محروم منها عند والديه، ومن الملاحظ على الطفل أيضاً “التعلق بالأجهزة الإلكترونية” مما يسبب له إدماناً عليها نتيجة الحرمان العاطفي.
يتعلق الطفل بالجهاز اللوحي و الإلكترونيات حتى يصبح إدماناً، وذلك لأنه يعتبرها وسيلةً لقضاء الوقت وسبيلاً للحصول على ما يريد ومع شعوره بعدم وجود الأم بجواره و انشغالها عنه.
من تلك العلامات أيضاً، شعور الطفل بعدم الأمان، وشعور الطفل بالخوف والفزع دائما، وخوف الطفل من الوحدة، مما يسبب له كوابيس ليليةً أثناء النوم، وتبولاً لا إراديّ وكل ذلك يعود إلى الحرمان العاطفي.
وفي سبيل تدارك وقوع الطفل في الحرمان العاطفي، نشر موقع” ستيب تو هيلث” تقريراً سلط فيه الضوء على هذا الموضوع، وأشار التقرير إلى أن نمو الطفل يعتمد بشكلٍ أساسيّ على الوالدين، إذ يجدر بهم تأمين الإحاطة النفسية اللازمة لأطفالهم.
وتأتي الإحاطة من خلال تخصيص الوقت لهم، وتقبيلهم وعناقهم، ثم منحهم المشورة اللازمة التي تدلّ على شعور المودة تجاههم، إذ يحتاج الأطفال إلى دافعٍ معنويٍّ وعاطفيّ من الأشخاص المقربين منهم حتى يتمكنوا من الشعور بالرضا عن أنفسهم وكي يكونوا واثقين من أنهم محميون جيدا.
ربما لا تدرك الأم قيمة أشياء بسيطةٍ كاحتضان الطفل وتقبيله بالنسبة للطفل، لكنه في الواقع يعطيه كماً هائلاً من الأمان والاستقرار العاطفي، ويهذب سلوكه بشكلٍ ملائمٍ، ما يجعله متفوقاً في كل جوانب الحياة الدراسية والمنزلية، ويبعد عنه كل إدمانٍ لعادةٍ أو جهازٍ لوحيّ.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
ريم مصطفى