البداية من صحيفة “الإندبندنت” البريطانية
نشرت الصحيفة، أنه من المتوقع من المتوقع أن يتوجه العديد من عناصر تنظيم الدولة نحو مدينة الرقة السورية بعد هزيمتهم في الموصل، ولكن مواجهة قوات تنظيم الدولة مع حكومة الأسد وحلفائها، هو سيناريو قد لا يخدم إلا مصالح واشنطن في سورية.
تستعد كل من القوات النظامية و”حزب الله” وقوات الجيش الإيراني لغزو على نطاق واسع، سيوجه ضدهم من قبل الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة، الذين سيتم طردهم من العراق عندما تتحرر مدينة الموصل. ويُقال إن الهدف الحقيقي لخطة الولايات المتحدة الأمريكية من تحرير الموصل يكمن في إغراق سورية بجحافل قوات تنظيم الدولة الفارين من معقلهم الرئيسي في العراق نحو عاصمتهم الصغيرة، الرقة، المتواجدة داخل الأراضي السورية.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من موجة اللاجئين التي ستتدفق من هذه المدينة المحاصرة. ولكن بعد إعادة سيطرة القوات النظامية على مدينة تدمر السورية في طليعة هذه السنة، كانت تتوقع تراجع قوات تنظيم الدولة من الموصل، نظرا لأنها مازالت تُحكم السيطرة على العديد من المناطق السورية.
وبالفعل، فقد تلقّت مخابرات الجيش السوري تقارير مقلقة حول خطط تنظيم الدولة للسيطرة على بلدات وقرى في جنوب مدينة الحسكة السورية، التي كانت بالأساس تحت سيطرة قوات النظام والأكراد. وقد أشارت هذه التقارير إلى أنه يتم التركيز على الإمدادات الجديدة للكهرباء والماء في إطار الاستعداد لتدفق مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل. وبعبارة أخرى، فإن سقوط مدينة الموصل، يمكن أن يثني قوة حكومة الأسد وحلفائها وهو السيناريو الذي قد لا يخدم إلا مصالح واشنطن.
بدوره عنون “معهد واشنطن” لسياسة الشرق الأدنى، “معركة واحدة، ولكن ست حملات”
قال الكاتب “جيمس جيفري”، الخبر السار هو أن القوات العراقية ودول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بدأت تشن هجوماً نهائياً على تنظيم “الدولة” في الموصل. وقد استقطب هذا الصراع اهتماماً إعلامياً بالغاً، حتى لم يسلم من الحملات الرئاسية الأمريكية، ولأسباب وجيهة. فالأمور الموجودة على المحك كمّاً (حجم قوات التحالف، وحجم المدينة وعدد السكان) ونوعاً (المغزى الرمزي من الموصل، التي أعلن فيها زعيم تنظيم “الدولة” أبو بكر البغدادي خلافته؛ ومخاوف دبلوماسية وسياسية وإنسانية معقدة لها أثرها على المعركة) هي أكبر اليوم من المعارك السابقة ضد تنظيم الدولة.
أما الخبر (المحتمل) السيء فهو أن الموصل هي أكبر بكثير من مجرد صورة مكبّرة عن المعركة الأخيرة لاستعادة السيطرة على الفلوجة. فإلى جانب المعركة بحد ذاتها والصراعات التي ستخلفها في “اليوم التالي”، هناك أربعة عناصر استراتيجية متداخلة في هذه المعركة، هي: استعادة المصداقية العسكرية الأمريكية، والقضاء على تنظيم “الدولة” بشكل نهائي، وردع إيران، وإنقاذ العراق. ولهذا السبب، ثمة ست حملات تتوقف على ما سيحدث في الموصل.
وسيؤدي الانتصار في الموصل بقيادة الولايات المتحدة إلى “الفوز” بالحملة الاستراتيجية الأولى – وتحديداً استعادة أمريكا لسمعتها كاللاعب العسكري الأكثر فعالية. بيد أن الدفاع بنجاح عن النظام الإقليمي يستلزم ما هو أكثر من مجرد قوة. فسوف يتطلب دبلوماسية وسياسة بشأن الطاقة وقيم وما إلى ذلك، إلا أن القوة تبقى الركيزة الأساسية التي تقوم عليها سائر الأمور الأخرى. وباستثناء ليبيا، لم تستخدم إدارة الرئيس أوباما القوة إلا ضد الجماعات الإرهابية وبشكل عشوائي أحياناً (خطة الانسحاب من أفغانستان ورد الفعل الأولي الشاحب تجاه تنظيم “الدولة”)، ولكنها لم [تفلح في] احتواء مطامع إيران الإقليمية أو تتعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد أو ترد على نحو فعال على الدخول الروسي إلى سوريا.
أما الحملة الاستراتيجية الثانية فهي ضد تنظيم “الدولة”. ولا يشكل تنظيم “الدولة” الصراع الأكبر في المنطقة – بل إيران المُمَكّنة من قبل روسيا [هي جوهر] هذا الصراع.
إن الإدارة الأمريكية الراهنة لم تنخرط فعلياً في الحملة الاستراتيجية الثالثة والأكثر أهمية، وهي احتواء إيران – المتحالفة حالياً مع روسيا – في كافة أنحاء الشرق الأوسط.
والحملة الاستراتيجية الرابعة مخصصة للعراق. فمعركة الموصل وتداعياتها ستحدد ما إذا كانت البلاد ستبقى متماسكة أم لا، حيث أن المكونات العراقية الثلاثة – أي العرب السنة والعرب الشيعة والأكراد – كانت تناور بجنودها حول المدينة قبل بدء العملية.
إلا أن الشرط الأساسي لنجاح الولايات المتحدة في هذه الحملات الاستراتيجية الأربع هو نجاحها في الحملتين العملياتيتين، أي تحرير الموصل أولاً ثم تفادي الكارثة الإنسانية وضمان الأمن والحكم في المدينة في اليوم التالي. وقد تكون الحملة الأولى أسهل [من غيرها]. فالقوات العراقية الهائلة والقوة العسكرية الأمريكية تنتشر بكثافة ضد قوة من تنظيم “الدولة” يقل عدد أفرادها على الأرجح عن 5,000 آلاف مقاتل.
وفي الموضوع ذاته نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، “مقاربة عسكرية أمريكية للرقة مماثلة لخطة الموصل”.
كشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة بدأت بالتزامن مع معركة الموصل البحث في إنشاء قوة عسكرية من أجل استعادة مدينة الرقة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين كبار التقوا خلال الأسابيع الماضية أعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بمن فيهم تركيا وقادة كرد في سوريا وبريطانيا في محاولة للتوصل إلى اتفاق لشن هجوم قريب على الرقة، لافتة إلى أن المسؤولين يبحثون مقاربة عسكرية مماثلة لمعركة الموصل في الرقة.
وتابعت “إن بعض المسؤولين الأميركيين يأملون في شن معركة الرقة بسرعة بحيث لا يستطيع مقاتلو التنظيم الانسحاب من الموصل في ظل هروب بعضهم في الأسبوع الماضي” كما نقلت عن مقاتل في التنظيم ومسلحين سوريين.
وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة “نشعر بضرورة الإسراع لممارسة المزيد من الضغط على الرقة من أجل عزلها على الأقل” مضيفاً، “أنه من المهم المباشرة بالرقة عاجلاً أم آجلاً”.
المركز الصحفي السوري _ صحف