قبل مئة يوم دخل الرئيس الجديد “دولاند ترامب” وأركان إدارته البيت الأبيض رافعين شعارات حماية الأمن القومي الأمريكي مما دعوه تهديدا “التطرف الإسلامي” متبنين سياسة تقييد الهجرة من دول إسلامية محدّدة
قوبلت بتصدٍ من القضاء والمنظمات المدنية، ولم تتأثر علاقة البلاد بالحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط فقد سعى الطرفان لتعزيزها على وقع الحدّ من نفوذ إيران الإقليمي والتركيز على محاربة “تنظيم الدولة”.
ناهيك عن استعادة علاقة واشنطن الحميمة مع إسرائيل وحديث جديد عن صفقة كبرى لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ذاك ما يؤكد طرح التساؤلات عن المتغيرات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وما آلت إليه هذه السياسة على الأوضاع في المنطقة المشتعلة.
ليظهر السؤال المطروح على الأذهان للجميع، هل تكفي مئة يوم لفهم رئيس تقليدي لا يشبه غير نفسه؟!
“ترامب” رجل البيت الأبيض الذي يتحول أحياناً إلى واحد من صقور حزبه، في البداية توجس منه الكثيرون بعد خطابه الذي أظهر معاداةً للإسلام وعمق هذا الشعور سعيه لحظر مواطني دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع أنه لا يزال يجابه برفض شعبي ونزال قضائي، ذاك ما يواجه مع السياسة الداخلية
أما الخارجية فتكمن المواجهة مع جدل وتساؤلات خاصة في الشرق الأوسط، حيث أطلق يدّ العسكريين في الحرب على ما يسمى “الإرهاب” ووجه أول ضربة عسكرية يتيمة للنظام السوري بعد أن تجاوز الأسد الخطوط الحمراء، وبدا للبعض أنه متحمس لتسوية تحتمل بقاءه في السلطة، وعلى الرغم من أن الضربة لا تضع استراتيجية ولو أنها اتضحت لعرف متى ينوي إقامة المنطقة الآمنة الموعودة في سورية؟
لا يعنف “ترامب” الإسرائيليين كثيراً بشأن الاستيطان ولا يبدي حماسة لحلّ الدولتيين لكن يتراجع إلى حين حديثه عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ويأمل في إحداث اختراق بمفاوضات السلام.
أما في سياسة العقوبات يأمر فيها “ترامب” بمراجعة الاتفاق النووي دون نية واضحة من تمزيقه، ذاك ما يبقي القلق في سياسات إيران في المنطقة وأدوار حلفائها المشتعلة منها اليمن حيث بدت الإدارة الأمريكية داعمة للتحالف العربي، ولأن إيران بدت له أكبر راعية للإرهاب فلا يغفل عن خطرها دون أن تقترن حدة الخطاب بفعل في مستواها.
وفي منطقة الشرق الأوسط لديه الكثير من التصريحات المتناقضة بحيث يريد التقرب من موسكو ويريد أيضاً التصعيد في وجه طهران، في حين أن موسكو وطهران متحالفين في العراق تحديداً ولو بشكل غير مباشر وفي سوريا حيث حضورهما ميداني وعضوي، ذاك ما يجعل الرئيس الأمريكي في مرحلة ضبابية وغموض كبير وقلة معرفة ودراية بالشؤون الخارجية.
أما بالنسبة لكوريا الشمالية فالأمر لا يتعدى معها تصريحات تسمى بالعربية “العنترية”
“ترامب” حتى الآن في أول 100 يوم على استلامه السلطة يرث ميراث السلطة من دون أن تكن لديه خبرة أو معرفة ومقدرة على استيعاب كل التطورات والتحديات ولديه مشاكل مع القضاء بشأن حظر الدخول لمواطني سبع دول إسلامية ومشاكله الدائمة مع الإعلام.
فهل ثلاثة شهور ما تزال مبكرة لمحصلة أولية لسياسة “ترامب” كون كل رئيس يختلف عن غيره وكل إدارة تختلف عن غيرها وتكمن فيها الصعوبة والأهمية في التوترات والتحديات مع رئيس بدا هجومياً على عكس سابقة “أوباما” التصالحي؟.
لعل ذلك يكمن في تصريح “ترامب” في مقابلة تلفزيونية يقول فيها “كان يظن بأن مهمته ستكون أسهل” فما الذي جعله يصل إلى هذه النتيجة بعد مرور 100 يوم على توليه السلطة؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد