ماكرون رجل المال والبنوك الضعيف في علم السياسة الخارجية، عقدت آمال كبيرة على انتخابه في ترسيخ قيم الحرية، واستنهاض أمل الاتحاد الأوربي بالوحدة والحرية وترسيخ حقوق الانسان وحق الشعوب في الخلاص من الدكتاتوريات التي انتجها القرن الماضي.
تفاءل السوريين بتغلب ماكرون على ماري لوبان التي أظهرت العداء للثورة السورية والقرب من النظام السوري الذي يوغل في قتل السوريين، لكن هذا التفاؤل لم يدم طويلا بعد التصريحات الجدلية التي أدلى بها للإعلام والتي قال بها، بأن الحل في سورية ببقاء بشار الأسد في منصبه، لعدم وجود بديل شرعي كما قال، فأثار بتصريحاته الجدلية والتي جاءت في وقت حرج من عمر الثورة السورية موجة غضب عارمة لدى نشطاء الثورة.
لا أدري كيف استنتج السيد ماكرون شرعية الرجل الذي يقتل السوريين باستخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجر، كيف لا يجد بديل لشخص لا يملك من الحنكة السياسية سوى سياسة التدمير والقتل، وخلق الازمات، وتغويل الإرهاب، لا أعرف كيف يجد الحل بالواقعية السياسية كما اسماها … وكيف عرف بأن الحل يكون مع روسيا التي لا تقل بإجرامها عن أجرام النظام السوري ؟.
هذا التحول في سياسة ماكرون يأتي ضمن سياسة توازن القوى، لكن هذه السياسة لن تحل الأزمة السورية ولن تحقق ما يطمح له الشعب السورية، الذي خذل من تراجع الدور الأوربي في الحرب الذي يشنها النظام ضد المطالبين بالحرية، للأسف يحاول ماكرون أن يغطي الشمس بالغربال من خلال التستر على ضعف دور فرنسا في القضايا الساخنة على الساحة وتراجع اقتصادها، في ضل بروز دور قوي لدول أخرى مثل تركيا وايران ليكون لها دور فاعل على الساحة الدولية، الأمر الذي ينذر ببروز قوى جديدة واضمحلال أخرى
كيف يرى ماكرون الشرعية …. وماهي مقاييس الدولة الفاشلة التي يتحدث عنها .. وكيف عرف بانه لابديل عن الأسد وكيف اختزل التعقيدات والتداخلات الدولية في الأزمة السورية بهذه الكلمات .. أسئلة تحتاج لأجوبة من السيد ماكرون.
أكرم الأحمد
كلمة العدد