استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في قصر “فرساي” بضواحي العاصمة باريس، في لقاء يعتبر الأول من نوعه منذ توليه رئاسة بلاده.
ووصل بوتين باريس في زيارة تستغرق ساعات، ومن المنتظر أن تتناول علاوة على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، الملفات الإقليمية الساخنة، وعلى رأسها الأزمة في كل من أوكرانيا وسوريا.
وعقب مراسم استقبال رسمية في بوابة القصر، تخللتها مصافحة الرئيسين، توجه الطرفان إلى إحدى غرف القصر لبدء محادثات ثنائية بدأت على انفراد، قبل أن ينضم لهما أعضاء الوفود في وقت لاحق.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا، قبل أن يفتتحا بعد ذلك معرضا مخصصا لزيارة القيصر الروسي بطرس الأكبر لفرنسا عام 1717 م، والتي شكلت نقطة تدشين العلاقات الفرنسية- الروسية.
وتعتبر زيارة القيصر بطرس الأكبر إلى فرنسا العام 1717، نقطة الانطلاقة الفعلية للعلاقات الروسية – الفرنسية التي ظلت نادرة حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي.
ويؤشر المعرض لذكرى مرور 300 عام على انطلاق العلاقات بين الجانبين.
وتعتبر زيارة بوتين إلى فرنسا الأولى من نوعها منذ انتخاب ماكرون رئيسا للبلاد في 7 مايو/أيار الجاري.
ويرى مراقبون أن ماكرون يرمي من هذا اللقاء إلى تحريك العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وموسكو، وتخليصها من البرود المخيم عليها طوال ولاية الرئيس السابق فرانسوا أولاند.
وبالنسبة للمصادر نفسها، فإن اختيار قصر “فرساي” الذي احتضن توقيع معاهدة حملت اسمه (معاهدة فرساي) ووضعت حدا للحرب العالمية الأولى، يعد إطارا رمزيا لتطبيع العلاقات مع موسكو.
وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعلن الكرملين إلغاء زيارة كان من المتوقع أن يجريها بوتين إلى باريس لإفتتاح المركز الأرثوذكسي الروسي، وحضور معرض فني روسي فيها.
واعتبر إلغاء الزيارة حينها مؤشرا على تدهور العلاقات بين موسكو والغرب عموما، إثر استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار بشان سوريا تقدّمت به فرنسا لمجلس الأمن للأمم المتحدة.
الأناضول