تحدى أطفال سوريا في ظل الحرب شتى أنواع الصعوبات من تهجير وتدمير وفقد أحبة ومغادرة وطن.. ولكن التحدي الأكبر لدى الأطفال الذين فقدوا قطعة من جسدهم ليصبحوا في عداد المعاقين بسبب حرب لا يعرف أحد منتهاها.. لقد شوهت القذائف والأسلحة المحرمة دوليا أجسادهم وحرمتهم من أبسط حقوقهم وهي المشي والتنقل واللعب.. وعلى الرغم من ذلك يملك أطفال سوريا إرادة كبيرة في العودة إلى الحياة ومتابعة مستقبلهم رغم إعاقتهم.
(حنين ) 11 عاما طفلة سورية نزحت إلى تركيا بسبب إصابتها، فقدت حنين حقها باللعب وفقدت أيضا أخاه الذي كان يلعب معها عندما سقط صاروخ من طائرة حربية فوقهم تقول حنين “كنت عم ألعب أنا وأخي وفجأة حسيت شي نزل فوقنا وأخي صار يصرخ وأنا نمت وما عاد اشعر برجلي وبعدا فقت ولقيت حالي بالمشفى بتركيا وهلأ رجليّ التنتين انشلو بتمنى خالتو تدعيلي ارجع امشي”.
ولكن بالرغم من إعاقة حنين فهي طفلة تحنّ لطفولتها وترسم مستقبلها بعيونها البراقة.. فلم تنطفئ شعلة الأمل من عينيها رغم كل ما كابدت من آلام جسد وأحزان روح. https://www.youtube.com/watch?v=COyj-YsjTuU&feature=youtu.be
صرحت حنين على الملأ في حفل تخريج المعالجات الفيزيائيات اللواتي كن يتدربن ويشرفن على إعادة تأهيلها صحيا، بأنها ستتابع علاجها وستتابع مدرستها لكي تصبح معالجة فيزيائية وتساعد أبناء بلدها”.. وحنين ليست وحيدة فهنالك آلاف الأطفال الذين دمرت الحرب مستقبلهم وسرقت منهم حنان أحبتهم.
أما (ليث) فيبلغ من العمر 5 سنوات وهو نازح من سوريا إلى تركيا لأجل العلاج، أصيب ليث في رأسها ودخل في غيبوبة طويلة أدت إلى تكلس في مفاصله مما أدى إلى إعاقة واضحة بالمشي، استيقظ ليث من غفوته فيسمع خبر وفاة والدته وعندما اراد تحريك قدميه وجد نفسه عاجزا فرضخ للأمر الواقع ليتابع حياته في مراكز المعالجة رغم ألمه الشديد أملا أن يعود إلى اللعب والمرح من جديد.. تقول جدة ليث “كان شاطر بالروضة كتير وزكي وكان بحب التعلم ووقت فاق من الغيبوبة صار يغني أغنية الروضة واتذكر أنسته، وهلأ ليث عم يروح على معهد تحفيظ القرآن الكريم قبل ما يجي على جلسات المعالجة.. والله رح يشفي لأنه قلبه طيب”.
هذا حال أغلب أطفال سوريا الجريحة يعيشون حياتهم بين ألم وأمل بعدما فقدوا ذويهم ومدارسهم ووطنهم ومازالت طفولتهم تذكرهم بأبسط الأشياء حتى ألعابهم.. والأشد ألما عندما تسأل الطفل لماذا يريد العودة إلى منزله؟و يكون جوابه أنه يريد إخراج ألعابه من تحت القصف!
ولكن أين منظمات حقوق الإنسان من حقوق أطفال سوريا؟! أين منظمات حقوق الطفل إذا قتل العديد من الأطفال على يد القوات الروسية في سوريا في يوم الطفل العالمي؟
ورغم كل هذا الغموض فماتزال خيوط الفجر تبزغ من عيون هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لم تعيقهم إعاقتهم على متابعة حياتهم وعلى التخطيط لمستقبلهم ليرسموا لنا طريق الأمل رغم إعاقتهم.
وعد الحمصي – المركز الصحفي السوري