بمزيد من الجدل والمواقف التي تهدف للفت الأنظار، اختتمت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف ومرشحةُ الرئاسة مارين لوبان زيارتها للبنان التي استغرقت يومين والتقت خلالها المسؤولين اللبنانيين.
فبعد لقاء الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري وما تخللهما من تصريحات هي محل انقسام وخلاف لبناني، رأى مراقبون في سائر زيارتها أنها كانت تخاطب ناخبيها في باريس أكثر مما تخاطب مضيفيها في بيروت، مستحضرة حملتها الرئاسية على التراب اللبناني.
وفي دار الفتوى، رفضت لوبان الالتزام ببروتوكول المؤسسة الدينية الإسلامية الذي يحتّم عليها وضع غطاء للرأس قبل لقاء مفتي الجمهورية، مما حال دون لقائها بمفتي البلاد الشيخ عبد اللطيف دريان، رغم إبلاغها المسبق ببروتوكول زيارة الدار.
ووُصف الموقف لبنانيا بالاستعراضي، خاصة بعد تأكيد بيان دار الفتوى أن الضيفة الفرنسية قبلت الضوابط البروتوكولية، التي لا تقتصر على المؤسسات الإسلامية فقط، بل يلزم الفاتيكان مثلا زائراته مهما علا قدرهن بوضع غطاء للرأس وبألوان محددة، وسجلت ذاكرة الصحافة التزام سيدات بارزات عالميا بهذا دون غضاضة.
كما انتقدت دوائر لبنانية تلك الحفاوة، واعتبرتها خرقا للبروتوكول وتقديم منصة مجانية لزعيمة متطرفة كي تستفز ملايين اللبنانيين والعرب، وتنفخ في ملفات مثيرة للخلاف في بيئة شديدة الحساسية.
المصدر:الجزيرة